facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss




ماذا اعددنا للمئوية المقبلة


بسام يعقوب الشمايلة
21-04-2019 11:29 AM

لا شك في أن الغالبية العظمى من الشعب الاردني والعربي ، يعلم عن وعد بلفور ومعاهدة سايكس بيكو ، والضروف والاحداث السابقة والمرافقة واللاحقة لها .

ولست هنا في معرض اجراء سرد تاريخي ، بل تذكير ببعض المحطات ، في بدايات تكوين الدولة الاردنية .

فقد تشكلت حكومات متعاقبة في منذ بدء تأسيس الامارة ، والتي قادها رؤساء حكومات من اصول ليست اردنية ، وهذا خط رسالة للجميع ، مفادها الانفتاح على الوطن العربي ، وتأسيس دولة تؤمن بالقومية ، ولا تسعى لترسيخ القطرية ، وانها ستبقى مُلهِماً لانبعاثها ، لتشكيك مشروع عروبي نهضوي قادر على المقاومة والصمود والبناء والمشاركة بفاعلية في صناعة الارث الانساني الحضاري ، وهذا ما يعبر عنه الاهتمام الكبير في التعليم ، وتصدير الكفاءات في مختلف التخصصات الى الكثير من الدول ، والنجاحات العلمية التي يحققها ابناء الاردن على الصعيد العالمي ، والتطور الكبير في مجال السياحة العلاجية ، حتى اصبح الاردن وجهة عربية لطلب العلاج ، والزيادة الملحوظة في حجم المحتوى المنشور على الشبكة العنكبوتية ، واحتلال مكانة مرموقة في انتاج برامج مرتبطة بتكنولوجيا المعلومات ، والتوقيع على الاتفاقيات الدولية المرتبطة بالبيئة ، والعمل الجاد في مقاومة التطرف والارهاب ، وانتشار المخدرات ، وغسيل الاموال والتعاون مع دول العالم في محاربة الحريمة المنظمة ، والمشاركة في حفظ الأمن والسلم الدولي ، من خلال المشاركة في قوات حفظ السلام
وبالرغم كل الاصوات التي شككت في مواقف الاردن القومية ونبضه العروبي ، والذي تمثل بتحقيق الاستقلال عام 1946 ، وتعريب الجيش عام 1956ليصبح اسمه الجيش العربي ، ومشاركته في كل الحروب التي تم خوضها مع الكيان الصهيوني ، وينفرد بمجابهة العدو في معركة تاريخية والانتصار عليه في معركة صنع الكرامة ، والذي شكل اول اوهم انتصار على العدو المتغطرس ، وتحمله التبعات العسكرية والسياسية والاقتصادية لتلك الحروب ، واستقباله اعداد كبيرة من أللاجئين الفلسطينيين ، ومنح الكثير منهم الجنسية الاردنية ، واعطائهم حقوق المواطنة كاملة ، والذي كان له الأثر في تخفيف معاناتهم ، وعلى الجانب الآخر ، كان لهم مشاركة فاعلة في بناء الدولة الاردنية ، وهذا تأكيد على وحدة الدم والمصير المشترك .
وليس ذلك فحسب ، بل وقف مع القيادات والشعوب العربية ، وفتح ابوابه لمن لاذ به من لبنان والعراق واليمن وليبيا وسوريا ، واسقبل ملايين المهجرين قسراً عن اوطانهم ، فكان الاردن وشعبه وقيادته الانصار الذين قاسموا ضيوفهم رغيف الخبز وسقف الوطن وأرضه ، ولا ننسى وقوفه الى جانب الرئيس العراقي في حرب الخليج .
في كل يوم يثبت الاردن أنه قلب العروبة ، الذي ما زال ينبض بروحه القومية المستمدة من رسالته الاسلامية والعربية المتجذرة ، وها هو يقف في وجه مشروع تصفية القضية الفلسطينية ، رغم اوجاع شعبه الذي عانى وما زال من ظلم الغريب والقريب ، والذي وصل حد التأمر عليه لتركيعه واضعاف قراراته الوطنية والقومية .
مئوية مقبلة على الاردن وشعبه الصابر بعد أقل من عامين ، يسعى من خلالها الجميع للنهوض بالروح التي لا تعرف الا الكفاح والمصابرة ، والتي ستجعل من المستحيل واقعاً .
"وليس الصبح ببعيد " حينما نثبت لأنفسنا وللاصدقاء وللأعداء ولكل من راهن علي مواقفنا ... بأننا سنبقى في الصفوف الاولى ، والتي ستنهض بهذه الأمة ، لتستعيد مكانتها التي تليق بها ، لما تحمله من ماضي تليد ، ومساهماته التاريخية والتي لاينكرها الا جاهل او حاقد او فاقد لبوصلته ، واعادة دورها في المشاركة بصناعة الحضارة والثقافة الانسانية ، كما فعلت في السابق بأذن الله .
آن لنا ان نثبت لكل من اتهم هذه الأمة ، بالجهل والتخلف وصناعة الارهاب ، بأننا خير أمة اخرجت للناس ، وهذا لن يكون ، ألا بالعمل الجاد والمخلص ، ونفض غبار الرجعية ونبذ الانقسام والتبعية ، والدخول في دائرة النهضة الفكرية والمعرفية ، وتحفيز الشباب لولوج دائرة الانتاج من خلال الثورة الصناعية التكنولوجية الرابعة .





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :