تعودنا في المملكة الأردنية الهاشمية ومنذ عقود طويلة, على " المظلومية " التي لم تفت في عضدنا يوما , والسبب هو عناية الله جل في علاه , منصف كل مظلوم وقاهر كل ظالم , مهما كان جبروته وطغيانه وقوته .
فنحن دوما على حق والحمد لله , ننتصر لعروبتنا ولديننا ولقضايا أمتنا وللإنسانية كلها , وندفع وما زلنا أغلى الأثمان من دمنا وقوت عيالنا وراحة بالنا ولقمة خبزنا ونجود بالموجود, وأكثر لحرارة في الجلود! , ولذلك يصفنا أشقاؤنا المنصفون بأننا " النشامى " حقا لا تزلفا ولا رياء ولا مجاملات تتعثر فيها مصداقية الرجال !
نعم , تعودنا على المظلومية التي ينصفنا منها الزمان ولكن بعد حين , عندما يستبين ظالمونا عمليا , أننا كنا على صواب وغيرنا على خطأ , ولكن بعد فوات الأوان ,وخراب ديار عربية كثيرة ما كان لها أن تخرب, لو كانت كلمتنا مسموعة , ورأينا مقبولا ! .
اليوم , وفي سياق المظلومية ذاتها , نستغرب نحن الأردنيين وجميعا , تعاظم حجم المظلومية التي غدت بفعل وسائل التواصل الحديثة ," حربا نفسية ألكترونية " ضروسا تشن ضد بلدنا وبأساليب شتى من الإشاعات والإدعاءات والأخبار الكاذبة .
وهي حرب لا نعرف نحن العامة مصادرها ومن يقف خلفها ومن يدعمها ويتبناها ويروج لها في الخارج والداخل على حد سواء , ولهذا نطالب حكومتنا بأن تكشف لنا كل ذلك, وهو حقنا , فهذه حرب لا بد من مواجهتها وبكل قوة نحن قادرون عليها بعون الله ألذي لم يخذلنا أبدا , برغم هول ما واجهنا وما زلنا, من تبعات وتحديات ومؤامرات منذ فجرنا الأول .
يلفت الإنتباه حقا , أن طوفان الحرب النفسية الأعلامية ألكترونيا وصحفيا قد إشتد أوارها ضد مملكتنا , عقب " اللاءات الثلاث " القوية المعبرة , والتي أطلقها جلالة الملك في الزرقاء مدينة العسكر وحاضنة وحدتنا الوطنية الراسخة , أمام حشد من رجالات الوطن , وتردد صداها في سائر أرجاء المعمورة ! .
لاءات جلالة الملك , هي لاءات كل أردني ومن كل مشرب وطيف , ومن يعاندها, هو خصمنا وبإمتياز , ففيها, وطننا, وهويتنا, ووجودنا , وتشبثنا العقدي غير القابل للنقض, بقدس الأقداس, ووصايتنا التاريخية على مقدساتها الإسلامية والمسيحية, ووفاؤنا الذي لم ولن ينقطع لفلسطين وقضيتها الشريفة العادلة, ومعاناة شعبها الشقيق , وعن كل هذا , لم ولن نتخلى , إلا إذا كنا جميعا تحت الثرى !.
هي حرب نفسية ظالمة , لها بالضرورة ما بعدها في صدور من يشنونها ضد مملكتنا وقيادتنا وشعبنا ووجودنا وهويتنا الوطنية .
وما دام الأمر كذلك , فنحن لها بعون الله , والدنيا كلها تعلم يقينا , أن الصحفيين والإعلاميين الأردنيين هم الأميز والأقدر بين سائر الأقران , ولذا فهم مطالبون اليوم بالاصطفاف مع الوطن , حربا على كل رويبضة وظالم وحاقد وصاحب أجندة وهوى ضد هذا الوطن الشريف .
نحن على حق, وطلاب حق , ومليكنا وشعبنا وكله معه, على حق , فمن يدافع عن وطنه, وعن القدس والمقدسات, وفلسطين وقضيتها , لن يخذله الله أبدا , ولن يتخلى عنه عربي ومسلم وإنسان حر شريف أينما كان .
وشعبنا العربي الأردني الصابر المصابر , الفقير مالا , الغني شهامة ورجولة ونضالا , لن يكون ألعوبة " لا سمح الله " , بأيدي من يتمنون جرنا إلى فوضى وتناحر وتشتت يحقق لهم غاياتهم الشريرة بحقنا, وضد بلدنا, وتمرير ما يتوهمون من صفقات ,على حساب وجودنا وعقيدتنا ومقدساتنا, ومعراج رسولنا صلوات الله وسلامه عليه .
للجيش الجرار الذي يشن حربا نفسية ضدنا متوهما إضعافنا وشق صفنا نقول لكل مجند خسيس فيه , أنت ومن خلفك ومن يرشيك ومن يغرر بك , واهمون جميعا , وخذوا الأمر من قصيره وأعلموا وعلموا غيركم ما يلي :
المملكة الأردنية الهاشمية , وطن محروس بعناية رب العالمين, لصدق وشرف مواقفها , ولكثرة ما آوت وإحتضنت وأمنت ووفرت الملاذ الآمن , للمظلومين والمنكوبين والمشردين قسرا وقهرا , وعلى حساب قوت أطفالها وفقرائها وحياراها , ولكثرة ما ضحت وتحملت وحاربت وجادت بالدم والغالي والرخيص على حد سواء .
والعرش الهاشمي محروس بعناية الله , ثم بهمة شعب عنه لم ولن يتخلى ابدأ أبدا أبدا , ولا يغرنكم أصوات معارضة للحكومات هنا أو هناك , قد تتوهمون فيها ضالتكم لتحقيق مآربكم . وهنا وأصدقكم القول بعون الله , ستجدون المعارضين أو الحراكيين المطالبين بالإصلاح , هم الجنود المجندون للوطن والعرش , وفي طليعة من سيتصدون لأجنداتكم ومحاولاتكم الشريرة , قبل غيرهم من إخوانهم الأردنيين الأحرار .
إفهموها جيدا جدا , الأردني يبيع روحه فدى لوطنه بكل ما فيه , والأردني لا يمكن أبدا أن يساوم على وطنه , فهو شرفه , والأردني يعتب , وقد يغضب من حكومة ما , لكنه يقطع اليد التي قد تمتد لبلده بسوء, أيا كان صاحبها . ودعوني أبيعكم من الآخر إن جاز التعبير , فالأردني قد يهتف بسقف عال جراء فقر أو ضنك وضيق حال وما شابه , لكنه يصير في لحظة, جمرا, ولهيبا, يحرق وجه من قد يفكر بالتعرض للعرش الهاشمي بسوء لا قدر الله .
ولشعبنا العربي الأردني الشهم النبيل نقول : قالها روميل من قبل . القائد الفذ هو من يدمر عقول أعدائه قبل أبدانهم . وقالها تشيرشل من قبل , لطالما غيرت الحرب النفسية وجه التاريخ ! .
وعليه ,فإن ما يشن اليوم من حرب نفسية الكترونية صحفية ضد مملكتنا , يستهدف تدمير عقولنا قبل أبداننا, وصولا لإقتلاع بلدنا من جذوره لا قدر الله , وتصفية قضية فلسطين التي بذلنا دماءنا وأرواحنا من أجلها .. فلننتبه جيدا, ولنقطع الطريق على كل متآمر ضدنا . ولنثق أن كل شؤوننا قابلة للإصلاح بعزيمتنا, وبحوارنا الحضاري الراقي كشأننا دوما , فالمحتل الغاصب يريد رؤوسنا قبل غيرنا , وكلنا نعرف ذلك حق المعرفة , فهل نسلمهم رؤوسنا طوعا, أم نواجههم , ونحن الأقدر على دحرهم وإفشال مخططاتهم ! . والله من وراء القصد .