لم تعد وسائل التواصل الإجتماعي بمفهومها السائد وسائل تواصل إجتماعي فحسب بل أضحت وسائل تواصل إنساني في كل مجالات الحياة و تفاصيلها اليومية الدقيقة ، و لا يمكن لنا تجاهل النفوذ الهائل لسلطتها و تأثيرها المتنامي يوما بعد يوم ، لأنها أصبحت قوة حقيقية لإحداث التغيير في شتى المجالات ، و تكمن أهميتها على شبكة الإنترنت بالنسبة للأفراد والمؤسسات أمراً ملفتاً ، إذ يتزايد استخدامها بوتيرة مثيرة للإهتمام و تتعدد استخداماتها في كثير من الحقول الهامة لتحسين أداءها وتطويرها وربط ما أمكن من معلومات ببعضها بعضاً وتوفيرها لجميع المعنيين بأسرع وأوضح صورة ممكنة.
فمنذ أن فرضت مواقع التواصل الإجتماعي نفسها و هي تلعب دورا مهما في حياة المجتمعات سواء كان هذا الدور إيجابيا أو سلبيا ، فهي متاحة للجميع و سهلة الإستخدام دون أية تعقيدات ، أضف إلى ذلك أنها جمعت بين النص المكتوب والنص المرئي ، مما يتيح للجميع نشر الرأي والرأي الآخر .
إن لوسائل التواصل الإجتماعي دورا مهما في خلق فضاء واسع للتعبير عن الآراء بسقف يفوق ما هو متوفر في وسائل الإعلام التقليدية و أضحى كل مواطن مشروع صحفي و إعلامي يصور و ينشر و يقدم رؤيته و رأيه في شتى القضايا العامة ، إضافة إلى دور هذه الوسائل بالمساهمة في كشف كثير من القضايا التي أثيرت في الوطن و التي تم معالجتها ، و أحيانا كثيرة كانت تؤثر في إعادة صياغة أو تغيير قرارات السلطة التنفيذية أو حتى إلغائها ، إلا أننا لا ننكر الدور السلبي الذي تشكله هذه الوسائل في تضخيم بعض القضايا التي تهم الرأي العام، والدخول بتفاصيل تتفرع منها قضايا أخرى غير موجودة في الحقيقة ، و نشر الإشاعات و اغتيال الشخصيات وهو أمر يتنافى مع قيم مجتمعنا وأخلاقياته العامة .
تحتوي وسائل التواصل الإجتماعي الأثر السلبي و الإيجابي وذلك حسب القضايا والأشخاص و الأفكار و طبيعة الفكر و الاتجاه لمستخدميها ، و هي إحدى نتاجات التطور العلمي و التكنولوجي لذا يجب علينا توظيفها بشكل يخدم الأفراد و المؤسسات لتكون معول بناء لا معول هدم .