لم يعد خبر العلاقات العامة ذا قيمة، لانه لا يخدم حتى الفاعل فيه، والكادر الصحفي القائم عليه، في وزارات ودوائر الدولة.
فالعالم انتقل الى خبر المعلومة وما بعد الخبر، الى التحليل والبحث والتحري، لكن للأسف، لا يزال كبار المسؤولين لدينا، يصرون على..زار والتقى وأشاد..الخ، وترى معلقات التبجيل المتبادل في التقارير الاخبارية دون أي معلومة لها قيمة لدى الناس، وللأسف ايضا، ما تزال وسائل الاعلام تنشر ذلك، رغم محاولة البعض التحرر منها دون فائدة، لأن عقلية المسؤول تتناغم مع عقلية مكتبه الاعلامي، على ضرورة نشر هذه الاخبار والانجازات الصورية التي اصبحت عبئا على الأعلام، وتنال من حرفيته ومهنيته.
عند البحث في آلية عمل المكاتب الإعلامية، والعلاقات العامة، وحتى الناطق الرسمي، تجد تداخلا وخلطا في المهام، وجل هذه المكاتب تعمل لصالح المسؤول الأول في مؤسسته، وتدور في ركابه، وشغلها الشاغل تلميعه ونشر اخباره وصوره، وبذل كل جهد مستطاع لعدم نشر أي انتقاد للمؤسسة، أو اظهار أي عيب، ونجاح الاعلامي مرهون بالصورة الايجابية للمسؤول في وسائل الأعلام وكثرة صوره، حتى وصل الأمر باستبدال ونقل موظفي الاعلام لأن صورة المسؤول لم تنشر، والكاميرا، لم تحضر لتغطية مناسبة له ليست ذات قيمة.
احيانا كثيرة أشفق على «الاعلامي» في مكتب وزير أو مسؤول، لمعاناته، فصياغة الخبر يجب ان تكون حسب رأي مسؤوله - رغم بعدها عن كل مهنية- ويجب أن تظهر صورته، وعليه متابعة وسائل الاعلام، والتواصل معهم حتى منتصف الليل، للتأكيد على نَشر الخبر والصورة، والويل للاعلامي ان نُشر نقد عن المؤسسة أو حتى التواصل الاجتماعي.
لا أكشف سرا، فمدير سابق للتلفزيون الأردني، طلب من رئيس وزراء سابق ايضا، بأن يحميه من تلفونات وزرائه، لأن كل واحد منهم، يريد كاميرا ترافقه في حله وترحاله، وبعضهم أمام استحالة ذلك، اشترى كاميرا، واغدق على مكتبه الأعلامي، ليكونوا مع مجموعة منتخبة من الصحفيين يده الطولى في ظهوره الاعلامي.
هناك مشروع للتربية الاعلامية، فحبذا لو يكون هناك مشروع مماثل للمسؤول، كيف تتعامل مع الاعلام، وما هو الاعلام ؟.
ziadrab@yahoo.com
الرأي