لابد أن نتعلم فلسفة القيم والأخلاق مثلاً حتى يصبح لدينا مرجع نقيس عليه الصواب والخطأ في المطلق ليس فقط الحلال والحرام لماذا القتل خطأ أخلاقي في كل الحضارات والثقافات مثلاً لماذا السرقة والخيانة والكذب والخداع والاستغلال أخطاء أخلاقية لا خلاف عليها في أي دين وأي ثقافة
والأهم لماذا مجتمعنا يتقبل الجرائم الأخلاقية بصفتها عادي علم الأخلاق يعرفك ويشرح لك لماذا كون الأغلبية تمارس جريمة لا يجعل هذه الجريمة صح أخلاقياً ولا يجبرك على تقبلها ولا يصح أن تنصح غيرك بتقبلها تقسيم الثانوي لعلمي وأدبي حرم أجيال كثيرة من التعلم بشكل متوازن به علوم وآداب التركيز على مجموعة منهم فقط تخرج أناس نظرتهم للحياة ناقصة أشياء كثيرة أصحاب العلوم يتخيلون أن كل شئ في الحياة أرقام ومعادلات وإثباتات في المعمل والذي لا تراه لا تعرفه وأصحاب الآداب يتخيلون أن كل شئ في الحياة تجريدية نظرية عاطفية وممكن نفسرها نفتي كما نشاء بصفتها رؤية مختلفة للموضوع من دون أساس علمي راسخ
وللأسف الإعلام رسخ في ذهن الناس أن الفلسفة أمر سئ وأن الشخص الجدلي الذي يفسر يفتي بغير علم نقول عنه يتفلسف فالناس بدون وعي كرهوا أحد أهم العلوم البشرية التي برعوا فيها أجدادنا المسلمين وهو علم الفلسفة وكذلك علم الجدال الذي كان اسمه في عصورهم علم الكلام وهو ليس بأمر سيء أيضاً بالعكس هو علم الإقناع بالحجة والمنطق والبرهان ومعهم طبعاً علم المنطق الذي انتحر في بلادنا من مئات السنين اهتممت بعلم النفس وأنا في أولى ثانوي بدأت بأساسيات الشخصية والدوافع البشرية ونظريات فرويد ويونج وبعد ذلك بدأت اقرأ في الفلسفة وبعد ذلك في علم النفس الاجتماعي وسيكولوجية العلاقات كتطبيق لمفاهيم علم النفس وهذا الذي اكتب لكم عنه منذ سنين بشكل مبسط لأني أعلم أن ليس كل الناس منتبهين لأهمية هذه المعلومات. لا يمكن أن تتخيلوا كيف ساعدتني هذه المعلومات في حياتي الشخصية والعملية ليس فقط في فهم الناس ولكن الأهم في فهم نفسي لأن الشخص الذي لا يفهم نفسه لا يمكن أن يفهم الآخرين صح.
أرجوكم يا جماعة اشتروا كتب علم نفس لأولادكم أو اقرأوا من كتب أو مواقع متخصصة وأحكوا لهم بشكل مبسط. لا يصح أن نعيش مثل الأنعام نأكل ونشرب ونموت ونحن لا نفهم ماذا يحدث بداخل عقولنا وقلوبنا ومشاعرنا وتفكيرنا.
ربنا يقول ” وَفِي أَنْفُسِكُمْ أَفَلا تُبْصِرُونَ ؟
هل هناك أحد رأى هذه الآية وفكر في معناها وتطبيقها على نفسه؟