ادوات التعبير السياسي ما زالت ضعيفة
د. محمد كامل القرعان
20-04-2019 03:29 PM
تقاس قوة المجتمع وقدرته على التغيير بالتعبير عن ذاته من خلال استخدامه أدوات حديثة لايصال هذا الموقف للعالم الخارجي حول القضية التي يريدها .
نحن بحاجة الى ان نعبر عن انفسنا لكن ، السؤال الذي يطرح نفسه ، اين نحن من العالم ، وكيف نوصل صوتنا للخارج ؟ حقيقة ما نقوم بها عبر مسيرات وطنية هي مشاعر طيبة ، لكن ما زالت ادواتنا تقليدية وضعيفة للوصول خارج أرضنا ، وما زال تعبيرنا في صورة الحشد وليس تنظيم سياسي او حزبي ، ورأي عام موجه للعالم ، وهنا اثبتت هذه الحراكات غياب الاحزاب عن دورها في قيادة الشارع الموقف ، كما اثبتت التنظيمات السياسية الوطنية الاردنية ، فشلها وعدم وجودها على الساحة الوطنية ، وبهذا الحالية فان الحراك غير منظم المعبر عن ارادة الشعب يبقى في مكانه مالم يكن تنظيما حزبيا سياسيا وطنيا بامتياز ، من جهة اخرة سجلت الحكومة أيضا غيابها عن دورها بتاتا في تغليف هذه التعبيرات الشعبية سياسيا باعتباره ردا على سياسة العالم الخارجي تجاه المضي بمشاريعه الشياطنية خاصة ما يسمة (صفقة القرن) ، ولغاية اللحظة لم تكشف الحكومة عن ماهية هذا المشروع واطماعه وكيفية مواجهته وكسب تأييد المواطنين ، بل الشعب للاسف يتناغم مع مواقف جلالة الملك عبد الله الثاني ودعما للاءات الثلاثة ، والحكومة في الضفة الاخرة عبر قيامها بسياسات تصعيدية واستفزازية للمجتمع وقياداته بعيدة عن نبض الشارع وهاجسهم واندفاعاتهم الوطنية ، فعملية أستيعاب ارادة الناس وتشكيلها في تجاه لا سيما في ظرف دقيق ومهم من حياة الامة ضروري جدا ، كما ان يجب ان تكون الصحافة خاصة الرسمية حرة ووطنية ومعبرة ايضا عن مشاعر الناس ومطالبهم ، ولا بد من اعادة ترتيب بيتنا الاردني سياسيا برلمانيا نقابيا حزبيا ، وحتى لا بد من مراجعة هذه الفجوات بين الحكومات وبين الشعب من خلال ان يكون البرلمان معبرا حقيقا عن ارادة الشعب واجراء انتخابات حرة نزيهة شفافة تعبر عن ارداة الناس وطموحاتهم ، واجراء تعديلات جوهرية في نظام الانتخاب تمكن المواطنين من ذلك ، نعم ، يجب ان تستوعب الدولة بكل مفاصلها العمل السياسي الحر بكل الوانه ضمن الدستور ، وتعبيد الطريق امامه واذابة الاشكاليات كافة ، كخطوة مهمة لاستعادة ثقة المواطن الرسمية ، ولدفعه للمشاركة بثقة وفاعلية وقناعة بالحياة الحزبية والعامة للدولة ، وايضا اختيار قيادات حكومية مؤهلة ومقنعة مقبولة ، واعطاء فرصة للشباب المؤهل ليتقلد مواقع متقدمة في الحكومة ، والبدء بهذه الهيكلة لتشمل جميع ارجاء الدولة خطوة بخطو نحو اردن قوي وعصي ومزدهر.