facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




أيـام غير مُثقلـة بالأعياد .. بقلم : مـنال القطـاونـه

16-09-2009 02:46 PM

ها نحن نستقبل العيد وأيامنا مثقلة بالحروب والدماء والعواصف السياسية
.. الأزمات المالية الخانقة ... ومُتخمة بالإخفاقات والانكسارات.. وملوثة بالأمراض والأوبئة " غير المسبوقة " .... فالعيد وقفة قصيرة على قمة زمان مضى .. ومحطة تثير فينا صخباً عاطفياً ووجدانياً.... وقفة نستعيد فيها توازننا النفسي والروحي ... ومحطة نسترجع فيها بعض قوانا وذكرياتنا... وقفة نتبادل فيها التهاني والأماني ... وتتصافح الأيدي، وتتصافى القلوب ، وتأخذ علاقاتنا الاجتماعية طابعا وديًا نتوق إليه ،ونفتح صفحة جديدة بين المتخاصمين... وتنساب الكلمات الطيبة في جلساتنا .

كنت وأنا صغيرة أترقب العيد واستعجل قدومه، لأنه كان يحمل لي كل ما افرح به ويفرح أمثالي ،حتى إذا ما انتهت أيامه بدأت أترقب العيد الذي يليه ، فلما كبرت بدأت معالم العيد ومضامينه تتغير حتى غدت العبارة التقليدية " كل عام وانتم بخير " التي نرددها لا تقنع بها نفســي ...هل وصلنا الخير الذي نرجوه حتى نقع به ونتمنى ان يدوم كل عام.

كل عام وانتم وبخير ،ولكن أين هو الخير في واقعنا ، هل هو مجرد اننا نعيش ويرى كل فرد فينا انه قد وفَر لبنيه وأهله ما يريدون او بعض ما يريدون ،

كل عام وانتم بخير ..وليس العرب ولا المسلمون اليوم بخير .. هل من الخير الذي نعيش فيه وننعم به هذا التفكك الذي هَد كياننا واضعف قوانا... هل نحن بخير وقبضة إسرائيل وأمريكا تمسكان بخناق أهلنا في فلسطين والعراق وتحيل حياتهم وأعيادهم إلى جحيم لا يطاق ؟؟

العيد علاقة زمنية تذكرنا بأننا ما زلنا في عالم الأحياء أمام مسؤولية الأحياء ،وإذ أننا دخلنا فعليًا في العيد ... فها هي الذاكرة تتَلون بالتفاصيل الُمفجعة..وبالخرائط المؤلمة ... نتحدث عن العيد كفصل من سجل الزمن ... وكعنوان من الأحداث والمواقف والمنعطفات التاريخية .

العيد" وقفـة ساميـة " نتذكر فيه البؤسـاء والمعذبين في الأرض ...ويظل العيد نسمة هادئة تداعب أرواحنا المنهكة ونفوسنا المتعبة .. كي يظل العيد أجمل ما نترقبه..وأغلى شيء يمكن ان نخاف فقدانه شكلاً ومضموناً.

أعود وأتسـاءل؟؟ كيف سيكون العيد لطفل يعيش بين الدم والنار وجثامين الشهداء فيما العالم يتحدث عن حقوق الطفل ويحتفل بيوم الطفل ؟ ادعو العالم بأن يقف ضد أسوأ مايرتكب بحق الطفولة التي سحقت دونما دونما ذنب ارتكبته كي لا يظل العيد "فرحة تعيســة " في قلوب أطفالنا ومنعطفاً مؤلماً في أرشيف حياتهم .

على كل حال نظل نملك زمام المبادرة وإرادة قوية وان كنا ندرك عمق التشاؤم الذي يلفنا ... لكننا من خلال ما نكتبه وما كتبناه لسناً مروَجي إحباط او مَسوقي بؤس.. اننا روًاد معرفة وعشـاق تغيير ...وأسياد صلح... فالكلمة الحرة الصادقة لها ممرات في قلوبنا وعقولنا… تُصلح فينا الكثير في هذا الزمن الُمر الذي عشقنا فيه كل منكر وسلكنا فيه المزالق الموجعة ...سامحوني ونحن نحتفل بنفحات هذا العيد المبارك والدعاء الى الله أن يحفظ هذه الأمة وأن يقيلها من عثراتها ويوقظها من سباتها العميق ... وأعلموا أن تحت الرماد جمراً ينتظر الاشتعال من جديد .

ولا نملك ألا أن نقول كل عام وانتم بخير وان نعيش العيد بكل خيره ومضامينه ونفحاته السامية دون طيش او بطش او كره او تمزق ليظل العيد ذكرى طيبة.وكلمة طيبة..وبسمة طيبة. وأمنيات طيبة.

manal_qatawneh@yahoo.com





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :