في الحديث عن مسيحيي بلادي، هم اهلي وعظام الرقبة، وملح الأرض والزاد، وقرامي البلاد.
هم المادة 6 من دستورنا المتقدم التي جاء فيها: «الأردنيون أمام القانون سواء، لا تمييز بينهم في الحقوق والواجبات، وإن اختلفوا في العرق أو اللغة أو الدين».
هم نحن.
وفق دستورنا، لا توجد أكثرية و لا أقلية في الأردن. أما وفق المعايير الطبقية، فالأقلية هم الأغنياء والأكثرية هم الفقراء.
و لا اجدني قادرا على استخدام كلمة «المساواة» بيننا، رغم أنها كلمة دستورية فضلى. وبالطبع لا استسيغ استخدام مصطلح العيش المشترك. ويصعب علي التحدث عن المسيحي الأردني خارج الـ «نحن» الأردنية الجامعة المطلقة.
نعتز ان المسيحيين الأردنيين هم اقدم المجتمعات المسيحية في العالم. لقد عاشوا على أرضهم وعمروها وقاتلوا دفاعا عنها. ولما لزم، قاتلوا قوات البيزنطيين المسيحيين الى جانب جيش الفتح الإسلامي في مؤتة، لأن المسيحيين الأردنيين عرب اقحاح، يعتزون بالنبي العربي محمد بن عبدالله، كما نعتز بنبي الله الفلسطيني، عيسى بن مريم، عليهما الصلاة والسلام.
يتحدر اغلبية المسيحيين الاردنيين من صلب بني لخم والغساسنة العرب، الذين سماهم رسولنا العربي الأمين: العزيزات لأنهم اعزوا الإسلام.
وقاتل مسيحيو الأردن والشرق مع إخوتهم العرب المسلمين، الفرنجةَ الذين حملوا شعار الصليب كذبا وتضليلا. وثورة مريم الدمشقية شاهدٌ على ذلك. كما يقول الخبير سالم ابراهيم الشديفات.
فلم يشفع للغزاة الفرنجة مشاركتهم مسيحيي الشرق بالدين، فقد كانت رابطة الدم والثقافة والأرض أقوى من ان يقوضها الغزاة الغربيون. وشارك المسيحيون اخوانهم المسلمين القتال تحت راية القائد البطل صلاح الدين الأيوبي. والبطل المسيحي الفلسطيني الشهيد عيسى العوام والبطل المسيحي السوري الشهيد الطيار جول جمال و الامثلة لا تحصى.
ويذكر الخبير الشديفات ان تطورا كبيرا حدث في بدايات القرن الثالث الميلادي في المجتمع المسيحي الأردني. فقد هاجرت قبائل الغساسنة العرب الى ارض الأردن وجنوب سوريا. وحكم قسوس أمير الغساسنة، الجد الأكبر لعائلة القسوس الكركية، شرق الأردن وغربه وسهول حوران وتوسع الى مناطق شاسعة من سوريا والعراق. وظل الغساسنة ينظرون الى البيزنطيين كمحتلين.
والسيد المَسيح عليه السلام هو في عقيدتنا من رسل الله العِظام أولي العزم، فهو مُعظَّم عندنا. والإساءة لاتباعه تساوي الإساءة للاسلام. وهذا ليس رأيي، مع أنني أؤيده، بل هو رأي رب العالمين اجمعين.
قال تعالى: «آمَنَ الرَّسُولُ بِمَا أُنزِلَ إِلَيْهِ مِن رَّبِّهِ وَالْمُؤْمِنُونَ كُلٌّ آمَنَ بِاللَّهِ وَمَلَائِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ لَا نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِّن رُّسُلِهِ».
المجد لله في الأعالي وعلى الأرض السلام وفي الناس المسرّة. واعياد مباركة على ابناء بلادي
الدستور