الشعب الأردني مستعجل، مرع لا يلتقط أنفاسه لا يستطيع الصبر، ما أن تتبدل إشارة المرور الضوئية الى اللون البرتقالي وقبل ان ترمش باللون الأخضر، تنطلق الأبواق والفلاشات، والنظرات الحادة، «يا أخي إمش عطلتنا» «ول عليك سلحفاة» إذا عندك وقت تضيعه ما عنا «وهكذا كل أصناف عبارات الاستعجال، وإن حدث ووجد نفسه في طابور في كازية أو مخبز أو دائرة حكومية، هات يا تأفف وتشعر أنه يريد أن يقفز فوق الجمع ويتجاوز الحدود، يهم بالقفز مثل فرس جامح , لا يصبر .
فيما العجلة، أين هو الإنتاج الذي إن فتت دقيقة يتعطل، أين هي الآمال إن تأخر دقيقة لا تنجز، أين هو المال الذي إن فوتت من وقته عشر دقائق لا يجنيه.
تشعر أن كل مواطن مثل بيل غيتس ملك مايكروسوف أغنى أغنياء الأرض الذي يجني 250 دولاراً في كل ثانية، اي ما يعادل 22 مليون دولار يومياً و7.8 مليار دولار سنويا إذا سقطت من جيبه أو وهو يعد النقود 1000 دولار ، لن يكلف نفسه عناء التقاطها، لأنه في خلال 4 ثوانٍ التي سيحتاجها لالتقاط الألف دولار، سيكون قد جنى بالفعل أكثر منها أو خسر أضعافها.
لكن .. بفضل الله أنه سبحانه الحكيم العليم يرزق دوما هذا الشعب الطيب المستعجل بحكومات بطيئة، تكبح سرعته، ففيما العجلة ؟.. والحكومات معها حق لأن مثل هذا النشاط المنفلت يحتاج الى تهدئة لسرعة يتميز به الناس في الشوارع وعلى الطرق وخلال ساعات الدوام التي لا يصبرون على موعد إنتهائها فتراهم ينسلون أفواجا أفواجا من كل باب الى الشارع قبل وقت الدوام بنصف ساعة، وتستطيع أن ترى فرك دواليب السيارات تطير الغبار وتزعق على الإسفلت وليس مهما إن صادفت حفرة أو مطباً أو أي شيء وهي كثيرة ومتنوعة، المهم الإنطلاق .. ففيما العجلة .
الصحيح أنني كنت ألوم أمانة عمان لتأخرها في رصف الطرق ومعالجة الحفر وتوسعها في المطبات، الآن هي معذورة، فما تفعله هو نوع من أنواع كبح جماح الإستعجال، وأنا الأن أطالب بمزيد من الحفر والمطبات، وأطالب بإبتكار أنواع جديدة من العراقيل في الشوارع لكبح هذه العجلة ؟
لا أفهم في الحقيقة كيف يتفق أننا شعب يعشق العطل ويحث ويطالب بها ويغضب أن لم يحصل عليها وفي ذات الوقت متعجل وبالمناسبة نحن أكثر الشعوب فوزا بأيام العطل في السنة، فعدا العطلات الرسمية في الأعياد وغيرها هناك عطلة الثلج وعطلة المطر والسيول والرياح.
حسنا إليكم هذه الحقائق.. إنتاجية العامل الأردني تصنف ضمن أدنى المستويات العالمية وأن هذه الإنتاجية تراجعت طوال السنوات العشر الماضية عاماً بعد عام..
وتظهر المؤشرات الإحصائیة العالمیة أن الأردن یحتل مرتبة متدنیة عالمیا إذ جاء ترتیبه في المرتبة 116 من أصل 123 دولة شملتها دراسة أعدتها مؤسسة “Conference Board” الأمیركیة في 2018.
وهو أیضا یحتل مكانة متوسطة بین الدول العربیة المشمولة في الدراسة، وغالبیة الدول العربیة تتذیل قائمة دول العالم في مجال الإنتاجیة ونموها
الراي