من أبو ظبي الى مكة المكرمة مع خالد السويدي
السفير الدكتور موفق العجلوني
20-04-2019 12:40 AM
في بادرة غير مسبوقة قام شاب اماراتي يدعى خالد السويدي متزوج من سيدة فاضله ولهما طفلين بعمر الورود بالجري من ابو ظبي الى مكة المكرمة حيث انطلق بعد صلاة الجمعة من امام مسجد الشيخ زايد والجموع الغفيرة من المواطنين تدعوا له بالتوفيق والنجاح والوصول بالسلامة في هذه الرحلة الطويلة الشاقة مخترقا صحراء الربع الخالي. وهو يحمل علمي دولة الامارات ولا الله الا الله محمد رسول الله "علم المملكة العربية السعودية “.
انطلق خالد يوم الجمعة في مطلع شهر شباط ٢٠١٩ حيث وصل على ابواب مكة المكرمة قاطعاً مسافة ٢٠٢٧ كيلوا مترا استغرقت ٢٩ يوماً.
جاءت هذه المغامرة - هذه الرحلة: "جري أبو ظبي-مكة المكرمة "، والتي كان من المتوقع إنهاؤها خلال 38 يوماً؛ ما يشير إلى قدرة هذا الشاب الاماراتي على تخطي الزمن، في وقت قياسي، وتجاوزه كل التحديات بكل عزيمة وإصرار وينجزها في ٢٩ يوماً.
في كلمات مؤثرة لوالده، العلاّمة الدكتور جمال سند السويدي قال فيها: “لم أعتد الكتابة عن الذات، ونظرتُ إلى نفسي دائماً بوصفي باحثاً يتوخى الدقة والحياد والمنهج العلمي، لكنني في هذه اللحظة لا أستطيع أن أكتب إلا بوصفي أباً، ولا شيء غير ذلك، فمن أين لي بالحياد في لحظة اهتزاز القلب؟ وكيف لا أُعلن على الدنيا فخري بخالد، وصل نجلي خالد إلى مكة المكرمة، الأرض الأطهر والأشرف والأكرم والأحب إلى سيد الخلق، صلى الله عليه وسلم، بعد 29 يوماً من الجري لم يسمح خلالها لأي نوع من الضعف بأن يتسلل إلى نفسه، ولقد عرفت أنواعاً مختلفة من السعادة طوال حياتي، لكن لسعادتي اليوم طعماً خاصاً لم أعرفه من قبل “. نعم كلمات نابعة من قلب كبير لاب عظيم كانت رسالته لابنه " لا تستسلم " الله معاك.
جاء وصول هذا الشاب الاماراتي إلى مكة المكرمة، ودخوله بيت الله الحرام وأداؤه مناسك العمرة، شكراً لله بعد ان خاض هذه التجربة ليست السهلة و الشاقة ، الا انها ليست مستحيلة ، مقتدياً بنظرية والده الدكتور جمال السويدي : " لا تستسلم " ، قاطعاً مسافة 2070 كيلومتراً، بين جري وسيراً على الاقدام ، حاملاً شعار المحبة والسلام، ومؤكداً متانة علاقات الاخوة بين الشعبين الاماراتي و السعودي و تقديراً للعلاقات الأخوية التي تربط بين الدولتين الشقيقتين ، والتعاون القائم بينهما في كافة المجالات ، ولاسيما الجهود المبذولة في مكافحة التطرف والإرهاب، وتحقيق الأمن والاستقرار.
لم ينسى الشاب خالد السويدي ان يعبر عن خالص شكره وتقديره لكل الجهات الاماراتية والسعودية التي قدّمت له أفضل التسهيلات والتعاون والخدمات، والتضامن معه، حيث قام العديد من الشباب السعوديين بالمشاركة في الجري معه لعدة كيلوا مترات وكان على راسهم سعادة سفير دولة الامارات في الرياض الشيخ شخبوط بن نهيان، علاوة على اهتمام وسائل الإعلام السعودية بتغطية هذه المبادرة.
وحقيقة هذه المبادرة من الشاب الاماراتي خالد السويدي تؤكد للقاصي والداني في هذا العالم أن المبادرات التي تقوم على الإصرار والعزيمة لا تقف أمامها أي عقبات؛ ما دامت هذه المبادرات تنال الدعم والرعاية كونها مبادرات انسانية ومبادرات ابداع وتفوق وتشجيع للشباب وخاصة الشباب الذين يعانون من السمنة.
هذه المبادرة، مبادرة " جري أبو ظبي– مكة المكرمة " لاقت الدعم من كبريات المؤسسات الوطنية، ووسائل الاعلام في كل من دولة الامارات والمملكة العربية السعودية، كون هذه المبادرة رسالة سامية وبكل عزم وروح رياضية وخطوة هامة للتوعية وخلق روح المغامرة المسؤولة عند الشباب، بالعزم والتصميم للوصول للأهداف المنشوده، بعيداً عن اي مطامع شخصية او السعي الى الشهرة.
هذه المبادرة للشاب الاماراتي خالد السويدي لا شك لم تكن سهلة واكيد مر بظروف وعقبات وتحديات كثيرة من حيث تقلبات الطقس والتعب والارهاق وربما التعرض لظروف صحية واللياقة البدنية ومشاهدات وتجارب وقصص واجهها اثناء مسيرة الجري لألاف الكيلومترات.
من هنا، اتمنى على مؤسساتنا الرياضية والشبابية ووسائل الصحافة والاعلام المرى والمسموع والمقروء في المملكة استضافة الشاب الاماراتي خالد السويدي في الاردن للاطلاع على تجربته في العديد من المبادرات وخاصة مبادرة " الجري من ابو ظبي الى مكة المكرمة " والدروس والعبر من هذه المبادرة الرياضية الانسانية. وربما تكون هذه المبادرة حافزاً لدى الشباب الاردني القيام بمبادرة مماثلة من عمان الى مكة المكرمة ومن عمان الى ابوظبي وبالعكس وخاصة ان الاردن يرتبط بعلاقات خاصه على مستوى القيادة والشعب في كل من دولة الامارات العربية المتحدة والمملكة العربية السعودية. هذه دعوة للشباب الاردني للقيام بمبادرات مماثلة، ولدينا في الاردن ما شاء الله شباب وشابات اصحاب مبادرات رياضية انسانية. والشباب الاردني معروف في تحقيق العديد من الانجازات وخاصة في المجال الرياضي.
وكلمة اخيرة، لا بد من توجيه كلمة شكر وتقدير واعجاب للشاب الاماراتي خالد جمال سند السويدي على هذه المبادرة غير المسبوقة والتي تعتبر رسالة لكافة الشباب العرب بأنهم إذا حددوا اهدافهم ورسموا طريقهم بالعزم والتصميم والاصرار، فهم قادرين على تحقيق الاهداف المرسومة.