المعايطة يكتب .. خطة اوباما ليست اول التاريخ!!
16-09-2009 01:18 PM
هنالك مزاج سياسي في الاردن يحاول اعتبار خطة اوباما نقطة حاسمة ومحطة سياسية يتم ربط كثير من الامور المحلية والاقليمية فيها ومعها , وهذا الامر قائم على اعتقاد بان اوباما وخطته ستاتي بحل كبير ونهائي وعادل للقضية الفلسطينية وستغلق كل الابواب المفتوحة في هذا الصراع , وانها ستفرض استحقاقات على الدول المعنية في المنطقة واهمها الاردن وتحديدا في ملفات داخلية غير محسومة ولهذا فحتى احاديث التغيير للمواقع الكبرى في الحكومة وغيرها يتم ربطها بالقادم من اوباما وخطته.
وهذا الامر ممكن الحديث به لو كانت خطة اوباما تملك فرصا كاملة للنجاح او لو كانت المنطقة جاهزة لحل نهائي وان الكيان الصهيوني مستعد لاعطاء الفلسطينيين ادنى حقوقهم من دولة فلسطينية حقيقية وحق العودة واعادة القدس ..., لكن علينا ان نعلم ان خطة اوباما المنتظرة لاتملك فرصا للنجاح حتى لو استجاب العرب والفلسطينييون لكل شروها التي لانعلمها لكنها لاتخرج عن خارطة الطريق وغيرها من المبادرات , والسبب ان رؤية حكومة نتنياهو للتسوية لايمكن لعاقل في العالم العربي ان يقبلها لانه لايرد اعطاء الفلسطينيين دولة حقيقية ويتحدث عن سلام اقتصادي ولايريد فتح ملف القدس ولا ملف حق العودة ويريد من الفلسطينيين الاعتراف بيهودية كيان الاحتلال ....وكل هذا يعني انه ليس سلاما .
والامر الاهم ان ادارة اوباما ليست راغبة ولا قادرة على ممارسة الضغط على حكومة نتنياهو وبالتالي فان الامر سيبقى في حدود الحديث العام ومحاولة التوفيق , والمثال الحاضر ما تفعله الادارة الامريكية مع اسرائيل فيما يتعلق بالاستيطان ووقفه , وهاهي الشهور تمر وجولات ميتشل تتوالى ونتنياهو يرفض حتى وقفا مؤقتا للاستيطان ويريد ثمنا كبيرا جد للوقف المؤقت , فكيف سيكون الحال مع اقامة دولة فلسطينية حقيقية وعودة لاجئين والقدس !!!
ما يعنينا في الاردن ان نمتلك رؤية واضحة للتعامل مع كل القادم أي ان نمتلك مواصفة اردنية للحل النهائي تحفظ لنا حقوقنا ولانكون نحن من يدفع الثمن عبر توطين كامل ودائم او المس بهوية الدولة الاردنية , وان نتعامل مع أي خطة ليس على قاعدة اننا نريد للسلام ان يتحقق باي ثمن بل وفق رؤية تؤمن ان السلام وسيلة لاعادة الحقوق وليس لشيء اخر .
اما على الصعيد الداخلي فانه يفترض ان نغادر حالة الربط بين أي عملية ترتيب داخلي وبين انتظار خطة اوباما , لانه حتى لو ظهرت خطة اوباما فانها قد تحتاج الى سنوات لتطبيقها حتى في حال التفاؤل الذي لااراه مناسبا في النظر لعملية السلام , وان نقلل من حالة الترقب التي نعطيها لخطة اوباما والتي تجعل بعضنا يعتقد انها ستحدد خطواتنا الداخلية في العديد من المجالات السياسية الداخلية لان هذه الفرضية تترك اثارا سلبية على اداء الدولة وبخاصة بعض المؤسسات وعلى راسها الحكومة التي تقف متفرجة في العديد من الملفات الداخلية وايضا على صعيد القضية الاقتصادية , وهو نرقب حكومي تحول الى عجز يجعلنا نرى تدخلا ملكيا في قضايا يفترض ان الحكومة انجزتها مثل حين مثل قضايا الاسعار وبعض الخدمات البسيطة التي يمكن لوزير فاعل حلها لاان تحتاج الى تدخل ملكي.
لنغادر حالة ترقب خطة اوباما ولنقف طويلا عند ضرورة لترتيب العديد من الاوراق الداخلية التي تاثرت كثيرا بمراحل سياسية سلبية سابقة واداء غير مناسب لمسؤلين كانوا اقل من مسؤايات حملوها.
نقلا عن الغد