كان لقاء سياسيا" مهما" ، فقد بعث الملك برسالة إيجابية تجاه الإخوان المسلمين الذين تمثلهم في البرلمان كتلة الإصلاح ، مفاد تلك الرسالة أنكم لا زلتم محل احترام وتقدير مؤسسة العرش في حنين للأيام الخوالي حيث كانت العلاقة سمنا" وعسلا".
ويرسل الملك رسالته من خلال هذا اللقاء لكل الذين اعتبروا الإخوان حركة إرهابية بأن المزاج الأردني مختلف وهذا سير على نهج الحسين الراحل الذي كان يقول بملء الفم هؤلاء جزء من شعبي ولم يقبل الضغوط من جهات أجنبية وصهيونية وعربية !!
واليوم يجدد الملك عبدالله نفس السياسة ويقول لمن لهم رأي آخر نحترم رأيكم ولكن لنا رأي آخر. إن الملك يريد كل الناس خلفه وقالها في الزرقاء " كل شعبي معي" والإخوان جزء من شعبه فكان لزاما" أن يقول لمن يريدون التآمر على الأردن وفلسطين إن الاخوان معه لا معهم، والإخوان في فلسطين هم حماس وما أدراك ما حماس الرقم الذي لا يمكن تجاوزه في رص الصف الفلسطيني ولا في العلاقات الدولية حيث استقبل الكرملين حماس مرات ومرات بل حتى النظام المصري الحالي الذي يعرف الجميع موقفه من الإخوان لم يتجاوز حماس بل يتعامل معها. إذن الملك يبعث برسالة إلى نتنياهو وحليفه ترمب والإدارة المتصهينة تقول: ليست كل الأوراق معكم وليست أيدينا فارغة من السلاح.
والإخوان من طرفهم فرحون باللقاء الذي أعاد الاعتبار والاعتراف لهم بعد سنوات عجاف نكلت بهم بعض الحكومات ظنا "منها أنها تتقرب للملك وإذ بالملك يصفعها ويقول ( لا ) . نعم الملك لم يكن مرتاحا" لنهج قيادة الإخوان في بداية الربيع العربي حيث كانت هناك ممارسات وتصريحات مراهقة لكن الإخوان عدلوا مزاجهم وغيروا قيادتهم وعادوا للنهج الإصلاحي الذي تأسسوا عليه.
وإننا كمراقبين ووطنيين وسياسيين نرى إيجابية في اللقاء يمكن البناء عليها فالملك يدرك أن هؤلاء ليسوا كغيرهم فلم يطلب أي منهم شيئا" لنفسه بل حديث في الهم العام وأنهم سند للبلد وبخاصة انهم يمثلون النسيج الأردني فهذا من قبيلة أردنية وهذا من أصول فلسطينية وثالث من القوقاز وهم رجال وأخوات الرجال ومتعلمون مثقفون.
إن ظرفنا يحتم علينا رص الصفوف كي لا يؤثر علينا أي ضغط ممن كان ومهما كان. وهي فرصة للإخوان كي يجذروا النهج الذي نشأوا عليه وهو الإصلاح ولا شيء غير الإصلاح.