رسائل عديدة يوجهها جلالة الملك وفي كلّ الإتّجاهات أثناء استقبله لوفود زائرة أو من خلال حوار معيّن ، أو في أي مناسبة ، تؤكّد على مواقف ثابتة لا تقبل التأويل ، لهذا الوطن الذي كان دائما وأبدا مع أشقّائه في كلّ الظروف والأحوال.

وفي لقائه مع مجموعة من النواب من كتلة الإصلاح ؛ شدد جلالته على أنّ الأردن لا يقبل أن تمارس عليه ضغوط من أيّ جهة بسبب مواقفه من القضية الفلسطينية ، وهو موقف معلن وواضح وصريح ويتمثّل بالدعوة لإقامة الدولة المستقلة وعاصمتها القدس الشريف ، وأنّ أي حديث عن الوصاية ما هو إلّا مجرّد أوهام في أذهان البعض ، والأردن سيظلّ دائما وأبدا إلى جانب شقيقه الفلسطيني حتى نيل حقوقه المشروعة كاملة .

جلالة الملك ينظر بعين ثاقبة ويدعو إلى تمتين الجبهة الداخلية ، وهذا يؤشّر على عدم انجرارنا نحو صغائر الأمور والتشويه والإشاعات ، فالمطلوب اليوم الوقوف خلف القيادة لمواجهة الأخطار القادمة المحدقة ليس فقط بالأردن ، وإنما بالمنطقة ، ولا أحد يعلم منتهاها .

والملك دائما من الداعين إلى الحوار البنّاء الهادف الذي يؤدّي للتشاركيّة والتفاعل والخروج بحلول غير تقليدية للنهوض بالوطن وتعزيز التنمية ، وهذا مدعاة لنكون جميعا صفا واحدا لرفعة الوطن ونمائه وازدهاره .

علينا دائما قراءة رسائل الملك في هذه الظروف الدقيقة التي تواجهنا ، فالأخطار محدقة بالمنطقة ، والأردن في بؤرة ملتهبة ، وما يجري في الخفاء وخلف الكواليس لا نعرف طبيعته ، وكل ما نتمناه هو أن يجنّب الله هذا الوطن كلّ مكروه ليبقى شامخا عصيّا على كلّ المؤامرات .