بلدياتنا تتفاجأ بحلول شهر رمضان
المهندس مصطفى الواكد
15-09-2009 08:15 PM
كان الله في عون وزير البلديات وهو يذرع البلاد طولا وعرضا مستمعا حينا ومتحدثا أحيانا أخرى عن المخططات الشمولية للبلديات والتي من المفترض أن تشتمل على خطط وتصورات لتطور مرافق المدينة المعنية وخدماتها لعشرين سنة قادمة أو أكثر ، أشفق على الوزير وأنا أرى بعض البلديات ما زالت عاجزة عن التخطيط لخدماتها اليومية وأعمالها الروتينية التي اعتادت أجهزتها على أدائها عشرات السنين ومعاليه يأمل منها مخططات شمولية لسنوات قادمة .
تذكرت تلك الجولات التي شهدت بعضا منها وأنا أرقب ما يجري على أرض الواقع في غالبية مدننا الأردنية إذ يتكرر ما يحصل في كل رمضان وكأن البلدية لا تعرف بأن رمضان يأتينا كل سنة في شهر رمضان !! لتجدها تتفاجأ بحلول الشهر المبارك دون أن تكون لديها أي خطة لاستقباله ودون تهيئة لكوادرها للتعامل مع ما يصاحبه من تغييرات ، تنتظر أول يوم في الصيام لتبدأ البحث عن مكان مناسب لإقامة سوقها الشعبي الذي لم يعد موضوعا جديدا أو فكرة يبتدعها رئيس بلدية نبيه أو موظف ناشط ، أما خيام بعض الأفراد والشركات مما بات يعرف بموائد الرحمن فقد غدت هي الأخرى تشكل معضلة تكشف ما بقي مستورا من عورات بعض البلديات لما تخلقه من حيرة في اختيار المكان المناسب وما تتطلبه من حاويات للنظافة وتأمين خدمات أخرى ، لينقضي معظم الشهر الفضيل في تنقيل الخيمة من مكان إلى آخر إلى أن تعود في غالب الأحيان إلى مكانها الأول وتتواصل شكوى مجاوريها مما تسببه من ازدحام وما تطلقه مخلفاتها من روائح وما تجمعه من حشرات .
أكثر من تسعين بلدية في المملكة لم ينجح منها سوى خمس عشرة بلدية في اقامة أسواق شعبية مناسبة وهي ذات البلديات التي تنجح في كل عام ، وقد جاء تأكيد ذلك على لسان الوزير شحادة أبو هديب عندما أعلن عن نية الوزارة تحويل خمسة عشر سوقا شعبية مؤقتة إلى دائمة لما لقيته من إقبال شعبي واسع وما حققته من توازن في الأسعار .
دراسة أسباب الفشل والنجاح بتلك المواضيع البسيطة ليست بالمسألة المعقدة وتبادل الوفود بين البلديات الأردنية أسهل بكثير من سفريات وفود التآخي والإطلاع على التجارب العالمية دون نتائج.
mustafawaked@hotmail.com