الأردن وفلسطين على صفيح ساخن في غضون شهرين أو ثلاثة
د. عاكف الزعبي
16-04-2019 04:18 PM
اسابيع ويتم الاعلان عن تفاصيل خطة ترامب لحل ما صار يُسمى الصراع الفلسطيني الاسرائيلي تحت عنوان (صفقة القرن) . الخطه سوف تتضمن تصفية للقضية الفلسطينيه على نحو ما تريده اسرائيل خدمة لاهدافها المرحليه في ظل وضع تلملم فيه الدول العربية جراحها السياسية والامنية والاقتصاديه .
الاردن والسلطة الفلسطينيه سوف يعلنان رفضهما للخطة ويصفانها بما تستحق دون امتلاك أدوات لمقاومتها ورفضها . وسوف يظهران وحيدين في موقفهما مكشوفي الظهر تماماً من اي اسناد عربي فعلي .
حماس امام فرصة ذهبية لاعادة انتاج شعاراتها اعلامياً وعملياً سوف ترحب باغراءات اقتصادية ومالية كمحفزات لاستقلال طالما سعت اليه . وقوى الممانعه في ايران وسوريا ولبنان سوف تكتفي بالرفض والادانه والتهديد الذي لا يجدي نفعاً .
مصر والعراق ودول الخليج سوف لن يصل موقفها المعلن الى مستوى النطق بكلمة الرفض للصفقة . سوف تكتفي فقط باعلان تمسكها بقرارات الشرعيه الدوليه وحل الدولتين وربما التذكير بمبادرة السلام العربيه التي لا يخاطب العرب فيها غير انفسهم .
اسرائيل سوف تقوم بتنفيذ الصفقه عملياً من طرف واحد . فتعلن ضم المنطقه (ج) وجميع المستوطنات وتقيم جداراً حولها وتدير ظهرها للسلطة الفلسطينيه . مع الاعلان عن احتفاظها بالمقدسات الدينيه في القدس بحجة انه لا شريك لها في السلام ، والاحتفاظ بقوات لها في غور الاردن كما تعلن دوماً .
إدارة اسرائيل ظهرها للضفة هو حصار لها لدفع المواطنين فيها للهجره في كل اتجاه وخاصة للاردن . واي شكل من اشكال المقاومه الشعبية سوف تواجهه اسرائيل بعنف مبالغ فيه لدفع المزيد من الموطنين للهجره .
بصفقة القرن يتم اسدال الستار على مرحلة اضافية لصالح اسرائيل في تاريخ الصراع العربي الفلسطيني مع المشروع الصهيوني الاستيطاني .كما سيتم تدشين صفحة جديده لمزيد من سوء العلاقات بين الدول العربيه . وقد يتعرض الاردن ومعه فلسطين إلى ضغوطات امريكيه غير مسبوقه سياسياً واقتصادياً في ظل صمت عربي رسمي وبعض استنكارات شعبية ودولية هنا وهناك .
المجتمع الدولي سوف يقف متفرجاً ، ومجلس الامن يتكفل الفيتو الامريكي باسكاته ، واوروبا سوف تبيعنا كلاماً لا اكثر ، روسيا والصين والدول الاسلامية سوف تلجأ الى الاعلان عن تمسكها بقرارات الشرعية الدوليه .
الخروج من الهزيمة العربية يكون قد تم ترحيله الى جيل قادم وربما اجيال قادمه . وسلاحه الامضى صمود الشعب الفلسطيني حيث يقيم على أرضه . والامل بتوفير الدعم له ولو بالحد الادنى والعودة الى وحدة الموقف الفلسطيني واستمرار السلطة الوطنية الفلسطينيه في نضالها لتكريس الحضور الفلسطيني على مستوى الامم المتحده ومؤسساتها والمحاكم الدوليه بانتظار تغير الظروف وانفتاح الفرصة للديمغرافيه الفلسطينية الصامده كي تفعل مفاعيلها .