كاتدرائية نوتردام .. والمسيحيون في الاردن
د.محمد جميعان
16-04-2019 04:13 PM
كاتدرائية نوتردام في فرنسا مكان مقدس ومحط انظار الغرب والشرق وافئدته من المسيحيين ؛ وهو معلم تراثي وتاريخي عالمي، والنيران التي اتت عليه كارثة مادية ومعنوية وانسانية رهيبة، تقشعر لها الابدان.
كاتدرائية نوتردام هو المبنى الديني الرئيسي بباريس وتقع في قلب باريس التاريخي ، يمثل المبنى تحفة الفن القوطي المعماري الذي ساد القرن الثاني عشر حتى بداية القرن السادس عشر. ويعد من المعالم التاريخية في فرنسا ومثالا على العمارة القوطية الفرنسية. وجاء ذكرها كمكان رئيسي للأحداث في رواية أحدب نوتردام للكاتب فيكتور هوجو، ويعود تاريخ إنشاء المبنى إلى العصور الوسطى.
العالم كله حزين على ما جرى لهذا المعلم الانساني وابدى ردود فعل غاضبة تمتزج بالحزن الشديد رغم ان الاسباب لم تعلن بعد.
هناك من غمز وتشفى من دوافع تخصه ربما ، ولكن الكثير منهم اندفع عن جهل واتباع لمقولة "معاهم معاهم عليهم عليهم "حين انساق الى هذا التشفي؟!
الاسلام دين تسامح ورحمه وخلق قويم وسام وانساني عظيم ، كيف لا والنبي محمد صلى الله عليه وسلم يقول " انما بعثت لاتمم مكارم الأخلاق " ، ولا يكتمل الايمان لدينا الا بالايمان بكتب الله ورسله من الانجيل والنبي الذي بشر بالمسيحية عيسى بن مريم، ثم الم ينهانا الشرع حتى واثناء الحرب ان نتعرض للصوامع والكنائس والمتعبدين فيها، الم يحفظ الخليفة عمر بن الخطاب رضي الله عنه كنائسهم في القدس عندما جاء فاتحا ويبارك لهم فيها.
ولان الشيء بالشيء يذكر، ومقامنا هنا التسامح ، قبل ايام ، وفي الاردن ، وفي ملتقى قبيلة بني صخر الذي تشرفت بحضوره ، تحدث احد رجالات واعمدة المسيحيين في الاردن الدكتور كامل ابو جابر الذي يلقب نفسه بالبدوي الابيض بكلام مؤثر حين ذكر ان والده في مطلع القرن الماضي قام للصلاة مع المسلمين وعندما ساله الشيخ مثقال الفايز رحمه الله في حينه عن ذلك اجابه والد الدكتور قمتم لله وعبادته فكيف لا اقوم لله واعبده..
وقبلها حدث وحديث اهل الاردن ايضا ، عندما اعتنق الاسلام عمر بن الفنان القدير نبيل صوالحه ، وخصوصا مرافقته للمحكمة الشرعية، كان حدثا وحديثا حظي بالاعجاب والاحترام ، وعزز قيم التسامح ، ولم يكن مستغربا، فالمسيحيون في الاردن لم نعرفهم الا اهلا وعزوة، عهدنا بهم الوفاء، وطيب المعشر والوطنية الصادقة.
وعظم التسامح قيم انسانية عليا وسامية تخاطب العقل والوجدان وتسمو بالخلق القويم..