هل سيُشعل الاردنيون مصابيحهم في النهار كي يعرفوا .. ؟؟؟
د.حسين محادين
15-09-2009 01:50 PM
على امتداد أردننا الحبيب ،ورغم الحرية الاعلامية للمواقع الالكترونية والتي نعتز بها بالتأكيد؛ بقي المتابع الوفي منا لوعيه يحمل مصباح حبه لهذا الوطن وانسانه في وضّح النهار؛ أقول الوفيين منا لاستطالةالوعي والعلم وانتشارهما، لا لانهم هبايل لاسمح الله، وانما لان بعض المسوقين او المنتفعين الآنيين، مازالوا يقفون بالضد من زيادة معرفتنا للحقيقة القائلة تساؤلا ؛ لماذا، والى اين كل هذه السرعة في التغيرات التي يمر فيها انساننا الاردني ومجتمعه كجزء من تحولاتنا الى آليات السوق بفمها الفاغر؛وبكل هذاالحجم المربك حضاريا لنا كما يحلل الباحثون والمختصون في بنى المجتمع الاردني؛ اوجاعه واحلامه ؟.
هذا السوق "الحر "الذي لايعُنى برفع الاسعار وكيفة لهطها فحسب،ولكنه سوق افسدت وما زالت تُفسد ارقامه الفلكية في الارباح الربعية او النصف سنوية حتى حُلمنا الوطني في انتخابات تشريعية وربما بلدية عفيفة من المال السياسي.
* والاخيرة هذه باعتقادي هي ابرز التطلعات التي توجها جلالة الملك الراحل الحسين رحمه الله وعززها جلالة الملك عبدالله بعيد عودة الحريات العامةوالتعددة النسبية؛وبرغم ايماننا باهمية الوعي المجرب ، يأتينا السؤال الاستطلاعي الكترونيا، على هيئة نصف ابتسامة غير بريئة لتقول:- من من هؤلاء أحق بقيادة مجلس النواب الحالي؟. فتنداح الذاكرة و بعد عقود من التضحيات الوطنية لقلع الحقبه العرفية وما كرسته من هنات كثيرة ، لتكمل نصف الابتسامة الساخر ؛ أقادتكم في أحادية العرفية هم ايضا في تعددية المكاسب والكلام.. ؟؟.
*اعود مذكرا؛انه نفس السوق الذي اتسعت قيمه الرقمية والسلوكية المظهرية المصاحبة لها جشعا ؛ فأنجبت اطياف الفقر المتصاعد في أسرنا الصابرة، ترافقا مع نجاحه النسبي كسوق ومسوقين معا، في اعادة تكيفينا الاقتصادي والسياسي نحن الطيبون مع حُزم من السلوكات الوافدة على قاموسنا الحياتي والمعرفي الذي كان عامرابالكرم وانماط التكافل حتى مع الاشقاء عربا ومسلمين ،قبل اجتياح الخوصصة- من خواص- لحياتنا، ولينجب مجدادا امراضا اجتماعية واقتصادية مستعصيةعلى الشفاء؛ كالاعتقاد الواهم لدى ُجلنا، ان بوسعنا كأردنين حداثين وما بعدهم أو حتى متغربين- من الغرب الاوروبي المعولم أمريكيا، يُمكننا أن نُثري فجأة دون ان نبذل جهدا مكافئا لهذا الثراء المزعوم؛ فظهرت لدينا ثقافة اليانصيب والحلول غير العلمية لقضايانا الحياتية مثلا.او ان نُثري مجدادا فظهرت لدينا ثقافة العطالة عن العمل الشريف بمجهوداته و قيمه السامية ،تزامنا مع ثقافة البورصة والبحث عن الاثار في بؤر معتمة للاثرياء والنازعين نحوه ؛ لأعتقاد بعضهم ان قُرانا وبلداتنا الوادعة عفة بالاصل ؛ كانت تعيش فوق اسواق للصاغة المتخيلين عند الاقوام التي سبقتنا في العيش على ارض هذا الوطن الكريم بفطرته وموارده اذا ما أُحسن استثمارهما؟؟
*اقول ؛هذه التحولات التي ذكرت بعضها كأمثلة، لم يكن بعيدا عن متطلبات انتشارها ايضا؛ ما يُعرف بعقلية الصفقة،اي استسهال الاستحواذ على اي شيء ما دام مُتاحا ولو دون اهلية لمُشِغله، او حتى دون التفكير الواع في كيفية التعامل مع هذا المكسب الرسمي :- وظيفة او دينا مظهريا- كانه دين حط رطليين؛او طرحا دينيا سياسيا- كالاحتراب الحالي على هوية التنظيمات الاسلامية المعاني والممارسات السلبية الدامغة لها ؟؟ واضعف هذه الممارسات تتجلى في مواقفنا كمواطنين ازاء مرفق خدمي ما للقطاع العام الراحل فنستخف في الحفاظ عليه وتطويره كشمعة ستقيدنا على الدوام لاسيما نحن الذين نعيش في المحافظات خارج عمان الحبيبة حيث لا وجود تنموي او حتى مسؤولية اجتماعية للقطاع الخاص كي نعلكها او نزاورد على الوطن وحجج تحديثة بها ؟؟
* تنمويا، تُرى لماذا هذه التغيرات والتمزقات السريعة في النسجين الذهني والسلوكي اللذان اصابا حياتنا او تسيداها في حقبة زمنية قصيرة نسبيا ؛مقارنة مع ثقافتنا العربية الاسلامية التي تُكرم الانسان عبر التكافل وحضه على ان يبقى انسانا؛ وهي الموغلة في القدم والتأثيرعلينا كما يفترض ،ومع هذا شهدت انحسارا في تأثيراتها على سلوكاتنا العنيفة ثأرا واقصاء لعقلنا الجماعي احيانا بالترابط مع تدني الكثافة الدينيةالسامية بالمعنى المدني والدستوري للمواطنة عند اهلنا الاردنين .
* وبناء على ماسبق،ما الذي يجري لنا والى اين نحن متجهون وجدانا وسُبل حياة وتنمية احادية النط التغريبي،ونحن ابناء مجتمع أردني عربي مسلم عالي النِسب في التعليم ،ومع هذا فأن مصباح الفيلسوف ديوجين - وكما يروى- انه كان يسير في وضح النهار و بيده لوكسا مُشعلة يبحث عبره عن الحقيقة الغائبة في وسط النهار، وتحت شمس آُفلت كمفرداتنا المنزاحة عن صديقيتها أحيانا؛ اذ ما معنى استبدلنا كسياسين واعلامين لاحقا، لأوصاف حياتنا الدقيقة كما هي في القرآن الكريم وقواميس العلم واللغة الفصيحة، كوصفهم لنا المناطق المهملة تنمويا ب:الفئات والمناطق الاقل حظا، أو القول بجيوب الفقر، أو تعديل الاسعار وليس رفعها،مركزين على المتعفيفين في طلب العون ، ولانحاسب علميا واخلاقيا على الاقل المتعففون عن اشهار وتحليل انواع الانفلونزات المرضية والسياسية والنفاقية باطيافها، والتي جعلتنا كمواطنين مترقبين وهم يجلسون بظل حائط مشظى من التساؤلات عن مبرر اندلاع ما يأتي من ممارسات:- لهيب الاسعار والمديونة مجدادا،استمرار التزاحم بين القانونيين المدني والعشائري والثأر والعنف رغم تفيئنا العلمي بظلال عشرات من كليات القانون توزعت على انفاس ثلاثين جامعة اردنية تسعى الى اسعاد أغلى مانمك اي الانسان كما تؤكد قيادتنا الهاشمية بالعين الاولى لهذا التشخيص ، اما في العين الثانية ، فنؤشر وبفرح غامر لأتساع ابواب مدارسنا اي مستقبلنا المستدام والحمد لله كي تستوعب 1.6 مليون طالب وطالبة بداية هذا العام الدراسي ...الخ.
* فشكرا بصدق لهذا الثقب الاعلامي الواعي الآخذ في الاتساع والانتشار واقصد به القليل من المواقع الالكترونية رغم كثرة اعدادها ؛ والتي يبدو ان السوق" الحر " بمسوقيه وسلطويه من حداثين او من محُدثي نعمه المالية والوظيفية؛ قد ضاقوا ذُرعا بأدوار هذه الثلة المعرية للاخطاءالملونة عبر المواقع التنويرية الواعدة بالكثير من الحقائق محلياوعربياعن حقائق ومعطيات مازالت ظاغطة علينا كمواطنين عادين، فهي ليست غامضة بالضرورة لأننا نعيشها ، ولكنها بالرغم انها تجري في وسط نهاراتنا، لكنها تبعث غباشا على ابصارناوتساؤلاتنا عن ماهيتها في الوقت ذاته ، ومع هذا لم نفرح للان باجابة علمية مقنعة لمبرارات حدوثها كممارسات سلبية وضارة لاقتصادات واحلام معظمنا ،وهنا تكمن قُرمية السؤال الاردني الواخز والمنطلق من اوجاعنا وآمالنا وحقنا الدستوري نحن المواطنون برغيف خبز وصوت انتخابي مُجد كامل الاستدارة والنضح ؛ قمحا وماء وغذاءو بمساحة وعينا، و خضرة انجازاتنا السابقة الآخذة ربما في الذبول منذ اصابتنا بعدوى الخوصصة والغموض المعرفي بما يجري ؛ كمنادين ومن " موقع عمون كأنموذج" باعلاء المعرفة الحقيقيةبما يجري في مجتمعنا الاردني؛ كي ندحر هذا الغموض المعرفي والسياسي الذي أصبح يحيط بوعينا وحواراتنا الراشحة من افراح واهات ابناء وطننا الحبيب؛ لكنها في الوقت ذاته تسعى معرفيا لاستشراف مستقبلنا منذ اللحظة.
* أخيرا من منا بوسعة أن يُجيب على دوارنا المعرفي هذا بعد ان خصخصنا مواردنا وربما خُصصت حواسنا التي لطالما استفتيناها فأفتنا بالحفاظ على بوصلة الوطن ومنجزاته عبر الاجيال ..انها مجرد محاولة للتذكير بأن الحقيقة بقيت على المشاع وبالتالي مشرعة على التعددية اراء ومواقف ؛ وهذا ما اتمنى الحفاظ عليه في مواقعنا جميعا، متمنينا لاردن الوجد والضاد الارحب اضطراد التقدم والاستدامة بما يليق بنا من تكافل ومعان انسانية راقية .
. dr_mahadeen@yahoo.com