التلفزيون الأردني والقهر الإعلامي
د. ماجد الخواجا
16-05-2007 03:00 AM
كنتُ قد كتبتُ في عام 1995م مقالة عن التلفزيون الأردني حيث وصفته حينها بالغزال الذي يريد أن يتعلم الحجل فنسي مشيته ولم يتعلم الحجل.. ويبدو أن التلفزيون لا زال يحاول تعلُّم الحجل حتى الآن..لقد كنتُ عازماً على عدم تناول التلفزيون في كتاباتي وذلك نتيجة قهر وراثي مستفحل ولا مجال لإخفائه.. نعم أنا مقهور من التلفزيون الأردني وهذا لا يعني رضاي عن المحطات الفضائية العربية.. ومع إدراكي التام لشراسة المنافسة وانعدام التكافؤ وشُّح الموارد وتهريب الكفاءات.. فإن قهري لا علاقة له بذلك ولا يرتبط بأية موارد وإنما يتعلق بالأداء وتحديداً بالتجويد الذي لا يتطلب أية تكاليف بل قد يعمل على تخفيضها..
فيما يأتي بعض أسباب قهري التي أضعها بصورة أسئلة بصفتي أحد دافعي الضرائب ومنها رسوم قهري لمشاهدة التلفزيون:
إلى كلّ من لا يعنيه الأمر.. إلى كلّ المقهورين:
• كيف تتم عمليات توظيف المذيعين والمذيعات في التلفزيون؟
• هل يقوم التلفزيون بالإعلان عن الوظائف فيه حتى لو كانت لمستخدمين؟
• كيف تتم عملية تلميع ذلك المذيع/ تلك المذيعة وبرنامجه؟
• كيف تتم عملية إفشال المذيع والبرنامج الناجح؟
• كيف تتم عملية الارتقاء الوظيفي الصاروخية لفتاةٍ تستجلب لعرض نشرة الأحوال الجويّة بحيث تحتل أقوى أوقات الذروة بالمفهوم الإعلامي؟
• لماذا انحدر مستوى الطرح في برامج كانت بداياتها متميزة ومثيرة مثل برنامج يسعد صباحك وبرنامج يحدث اليوم وغيرها؟
• لماذا يصرّ التلفزيون على الالتزام الحرفي بنظرية \" الإعلام المرعوب\"؟
• لماذا يتبنى التلفزيون مبدأ أنه ( تلفزيون الحكومة) وليس تلفزيون الدولة علماً بأن الحكومات المتعاقبة تؤكد على وطنية التلفزيون.. أهي نوع من المعارضة العكسية؟
• هل ما تسمى بالبرامج الشبابية تعبِّر حقيقةً عن أي محتوى أو رسالة ذات قيمة؟
• أين البرامج الحوارية الديمقراطية عالية المستوى والتي تُطرح فيها جميع وجهات النظر مستثنياً برنامج سميح المعايطة؟
• أين هي المساحات المتاحة للمثقفين المهمّشين والذين يتم اختزالهم في عددٍ محدودٍ من أولئك أوصياء الثقافة التاريخيين الذين يتكرر حضورهم؟
• إلى متى سيبقى ذلك الانحدار اللغوي عند بعض المذيعين الذين يرفعون المنصوب ويجرّون الفاعل؟
• كم عدد الذين يتابعون برامج التلفزيون من القائمين على إدارة التلفزيون؟
• ماذا عن فرعنة بعض المذيعين.. وسؤال ليس بريئاً: ألا تحترمون وقت المواطنين عندما يُفرض عليهم ساعتان من صباح كلّ جمعة لمشاهدة كلّ ذلك التصنّع والمظهرية.. والاستماع لأحد المتصّلين بأن (لوك) المذيعة حلو وبيجنن.. والله حرام عليكم أن تختزلوا الوطن بطلّة المذيعة وذلك المذيع الذي يشاركها في التمثيلية المكشوفة والممجوجة والسخيفة.. إن ما يتم هو استخفاف كامل بالمشاهدين؟
• أما برنامج يحدث اليوم: لن أترحم على أيام الفريق السابق لكنني أتعجب من مداخلات المذيع الذي خلف الوكيل حيث لا تستطيع أن ترسو معه على حال.. لا تعرف إن كان يدافع أم يهاجم.. ناهيك عن توزيعه أو بشكلٍ أدق إعادة توزيعه لأسماء ومناصب وألقاب المشاركين.. فلا تدري أيهم سعادة أو عطوفة أو معالي.. ثم يُنهي مداخلته دون أن تصل لشيءٍ محددٍ معه..
• أما محمد الوكيل: كنتُ قد انتقدته قبل سنواتٍ في مقالةٍ بعنوان \" شعب كومبارس\" وهذا ما يريد التلفزيون فعله معنا وفينا بأن نبقى كومبارس نتلقى الصفعة تلو الصفعة دون أن ننبس ببنت شفة.. أقول إلى الوكيل: أنت خير من يمثِّلنا في كشرتنا الشهيرة.. وما هذه الضحكة التي تجلجل فيها كلّ صباح والتي تجعلني ( أفقع من الضحك) وأنا أقود سيارتي ذاهباً إلى عملي.. تؤكد هذه القهقهة حجم القهر الذي يحقّ لنا أن نعبِّر عنه..
• أكرر ثانيةً: اجمعوا كل خبرائكم ومستشاريكم ولجانكم وقولوا بصوتٍ واحد: نعتذر إلى الشعب الأردني الذي يكفيه من القهر ما فيه..
• يا إدارة التلفزيون: أدعو الله – إن بقينا أحياء- أن لا أعود لكتابة هذه المقالة في عام 2016م.. فابتهلوا وأمِّنوا..
e- mail:
majedkhawaga9@yahoo.com