السفير العضايلة واللغة العربية في موسكو
السفير الدكتور موفق العجلوني
16-04-2019 12:20 AM
ليست من عادتي الاشادة او نقد السفراء المعينين سياسيا (الباراشوتست) الا من رحم ربي لأسباب لا مجال لتناولها من باب الاحترام والتقدير لكافة الزملاء السفراء، ولا أخفى سراٍ انني عملت لسنوات خلت بمعية " نفر " من السفراء المعينين سياسياً – غير المسلكيين "البارشوتست "، وكانوا قمة في الجهل وليس لهم علاقة لا بالسياسية ولا بالدبلوماسية وهذه حقيقة لا بد لصاحب الولاية ان يعيها جيداً. فالدبلوماسيون المسلكيون الذين ينتقلون من درجة ملحق الى درجة سفير مفوض و فوق العادة تتراكم لهم خبرات و دراية و مراس و الاطلاع على خفايا و اسرار السياسة الخارجية و الدبلوماسية و العلاقات الدولية و المسائل القنصلية و الحصانات الدبلوماسية و القانون الدولي و مهارات الاتيكيت والبروتوكول و الادارة و الشؤون المالية و الكثير من الامور التي لها طابع الخصوصية الدبلوماسية وخصوصية عمل السفارات .و بالتالي تقوم الكثير من الدول بعقد دورات خاصة و مكثفة للسفراء المعينيين سياسياً في كافة المهارات الدبلوماسية و السياسية و عمل السفارات و مهارات الإتيكيت و البرتوكول و الحصانات الدبلوماسية و المسائل التي تتعلق بعمل السفارات .
حقيقة ليس ذنب اولئك السفراء الهابطين على الوزارة من السماء، وانما ذنب وخطيئة اولئك المسؤولين الذين يتدخلون بتعيينهم على حساب اولئك السفراء الذين امضوا ثلثي عمرهم ينتظرون التشرف بأداء القسم امام جلالة الملك بتعيينهم سفراء يمثلون جلالة الملك في الخارج. باستثناء القامات من الشخصيات الاردنية الذين تركوا بصمات حية في تاريخ الاردن ويستحقون التكريم من جلالة الملك مباشرة فلهم كل التقدير والاحترام والتكريم بتعيينهم سفراء، فهم مرحب بهم من كافة الزملاء الدبلوماسيين المسلكيين.
بنفس الوقت ينص نظام السلك الدبلوماسي لا يجوز نقل سفير من سفارة الى سفارة اخرى و لا يجوز ان يقيم سفير في الخارج في سفارات اكثر من دورتين عشر سنوات . و نلاحظ ان هنالك سفراء قد تجاوزوا الدورتين و يتمتعون بجنسيات مزدوجة ، فلا اعرف حقيقة الى اي جنسية ولائهم و خاصة كل من يحصل على جنسية دولة اخرى علية ان يؤدي اليمن الدستوري بانه سيكون ولائه للدولة التي حصل على جنسيتها و يعمل بكل امانة و اخلاص ... حقيقة اقف عاجزاً عن تفسير هذه الحالات و التي تتعارض مع الدستور الاردني اصلاً و تتعارض مع الولاء لكلا البلدين ، و خاصة ان معظم دول العالم و خاصة الاوروبية عندما يتقدم شخص بطلب الجنسية يشترط علية التخلي عن جنسيته الاولى .
بالمقابل لا اريد هنا ان اتحدث عن سيف الظلم الذي تسلح به نفر من وزراء الخارجية و رؤوسا وزارات سابقين بإحالة زملاء سفراء كانوا ينتظرون دورهم بالالتحاق بأحدى السفرات ، و بدلاً من انتظار استلام كتابهم المتضمن قرار مجلس الوزراء بتعيينهم سفراء ، فاذا بكتاب دولة رئيس الوزراء بناءاً على تنسيب وزير الخارجية يتضمن قرار مجلس الوزراء بإحالتهم على التقاعد ، فهذا حقيقة قرار جائر و قرار ظالم و قرار ينافي ادني حقوق الانسان و يتنافى مع الخلق الكريم تيمناً بـ " و انك لعلى خلق عظيم " ، فالدبلوماسي الذي يصل بعد مشوار يزيد عن ٢٥-٣٥ عاما الى درجة سفير مفوض و فوق العادة ... اثبت جدارة و كفاءة و مسؤولية ، وله الحق بالتشرف بأداء القسم امام جلالة الملك بتعيينه سفيراً في احدى الدول .
لكل قاعدة استثناء وهنا جاء الاستثناء من موسكو، ولا بــــد ان احــــي السفير " البارشوتي " معالي الزميل أمجد العضايلة والذي عاصرت نشاطه الدؤوب عندما في الديوان الملكي العامر عندما كان يتولى مستشار جلالة الملك للاعلام و الاتصال برتبة وزير وبعدها عين سفيراً في انقرة ثم في موسكو.
حقيقة خطوة يشكر عليها وزملائه من السفراء العرب في موسكو في خطوة هامة في التطلع لأنشاء مركز ثقافي عربي في موسكو يساهم في نشر ودعم اللغة العربية هناك ، و ضرورة دعم نشر اللغة العربية مع التركيز على دور الأردن في تحقيق هذه الغاية. حيث اشار السفير العضايلة ان الاردن يدعم أي لقاء يتعلق بدعم اللغة العربية وانتشارها في مختلف أنحاء العالم، ونظراً للعلاقة الطيبة بين الاردن وروسيا، فقد ابدى الجانب الروسي ترحيبه بهذه المبادرة بتعلم اللغة العربية، مع العلم بالانتشار الواسع للغة العربية في العديد من المدارس والجامعات والمعاهد الروسية.
وأكد السفير العضايله أن الأردن قدم الكثير من العروض ووقع الكثير من الاتفاقيات ومذكرات التفاهم لتعليم اللغة العربية في المدارس والمعاهد والجامعات الأردنية للطلبة الأجانب وبالذات للطلبة الروس، وهناك عشرات ومئات الطلبة الروس الذين تعلموا اللغة العربية في الأردن، وهناك وفود طلابية روسية تذهب سنوياً إلى الأردن لتعلم اللغة العربية. بنفس الوقت تعمل إحدى المؤسسات الأردنية على تنظيم امتحان دولي على غرار امتحان التوفل للغة الإنكليزية للغة العربية وخاصة في روسيا.
ومن الجدير بالذكر ان الجمعية العامة للأمم المتحدة اتخذت قرارها بتاريخ ١٨ ديسمبر/تشرين الثاني عام ١٩٧٣رقم ٣١٩٠ في الدورة الثامنة والعشرين القاضي بإدخال اللغة العربية إلى الجمعية العامة ولجانها السبعة أثناء دوراتها العادية او الاستثنائية، حيث اصبحت اللغة العربية أحد اللغات الرسمية في الامم المتحدة والمنظمات التابعة لها ، الى جانب الغات : الانجليزية و الفرنسية و الروسية والاسبانية و الصينية .و هذا دليل قاطع على أهمية اللغة العربية .
المدير العام لمركز فرح الدولي للدراسات والابحاث الاستراتيجية