تجديد التاريخ ولكن بلا ثقافة
د.بكر خازر المجالي
15-04-2019 02:02 PM
التاريخ يرتبط بالقِدم ،ولكن فيه روح مستمرة ومعنى للوجود ، وفيه محطات تدعو للاعتزاز واخرى تدعو للاسى ، ولكن يبقى التاريخ هو عنوان وهوية ويعيننا في تفسير الكثر من الحوادث الى حد منحنا القدرة على التنبؤ والتوقع ، عدا عن فائدة التاريخ بتقديم الدروس والعبر .
وللتاريخ آفته الخطيرة المتمثلة بالتحيز والنسيان ، وهذه مصادر التزوير في التاريخ في قلب الحقائق او اخفاء بعضها ، ويرتبط السرد التاريخي ويتأثر بالسياسة والحسابات الشخصية والثأرية وعوامل العنصرية والطائفية والتعصب الاعمى ،
وحين نتعرض لتاريخنا نجد انه عانى من كل هذه العوامل في تغييب الشخصيات الوطنية او اللمز بها ، ومن الانتقاص من تضحيات الاردنيين في كل المواقع القتالية والسياسية ، ومصادرة او اغفال ادوار وانتصارات اردنية ،
وبمعنى اوضح فان تاريخنا يتعرض للتطاول عليه من غيرنا ولا نعفي ابناء جلدتنا من ذلك الذين يمارسون الاقصاء والتهميش ومحاولة التكييش على المكتسبات واحتكارها ليبقوا هم فقط في الواجهة ولا احد غيرهم .
وفي الكثير من الندوات ذات البعد التاريخي يتم عرض هذه الاسباب والظواهر ، ويتكرر الحديث عن هذا المرض ووصف العلاج ولن دون وجود اطباء ومعالجين وبالتالي يبقى المرض كما هو ..
تاريخنا الوطني الاردني عريق وعميق ولا يمكن اختزاله وتقزيمه ،ولا يمكن تولية اشخاص بعينهم ليتولوا سدته ، في الوقت الذي تزداد فيه التحديات من داخلنا ومن حولنا ، وفي وقت لا اثر لاية سياسة ثقافية او شبابية على الساحة الا بمقدار محدود الهدف والاشخاص والمكان ،مع مشاهدتنا ان الندوات والمؤتمرات وحلقات النقاش الوطنية التاريخية والثقافية فرسانها هم من الكبار ربما من سن 35 فاكبر ، ونرى ان الفجوة تزداد وتتعاظم بين جيل الكبار وجيل الشباب في زمن المبادرات الغزيزة العدد المتنوعة والتي لا تكون اكثر من عاصفة في فنجان.
ونحن امام استحقاق يفرض نفسه بضرورة الانفتاح على الجميع والتوقف عن التنظير وطرح الامنيات ووعود للمستقبل غير قابلة للتطبيق في المدى القريب ،وادراك الواقعية وتشخيص الحالة التاريخية واين هي مقاتله واين تصيب سهام المتربصين بوطننا ، ورسم سياسات واقعية صادقة وفهم الاشخاص الذين سيعملون عليها.
نتطلع الى الماضي ولكن بعين المستقبل وفهم كل المستجدات والاحاطة بكل مشاريع الاستهداف سواء من الداخل او الخارج .