اعود بالذاكرة الى عشر سنيين خلت، عندما شرعت بكتابة "بهاء الأنثى، رسائل إلى ابنتي المنتظرة"، وقتها لم أكن اعرف كيف اتعامل مع عواطفي التي جاشت عندما أخبرنا الطبيب أن الأم تنتظر مولودة أنثى، وكنت قد حلمتها بمنامي فسميتها "صوفي" تيمناً بالحكمة قبل ان تولد.
وبدأت افرغ عواطفي بكتابة رسائل لها وهي في رحم أمها. فصوفي كانت فكرة ثم تحققت في شخص من لحم وعظم، عندما ولدت بعد تسعة أشهر، جاءت الطفلة إلى هذا العالم أبهى وأجمل من الفكرة.
نمت وكبرت تحت ناظري وناظري أمها، كما تنمو زهرة في حديقة، محاطة بالمحبة والعناية، وما أن تفتحت الزهرة حتى عبق شذاها الأفق، فكانت ناعمة، لعوبة ومدللة من كل الذي عرفها وأحبها . كنت أرقب تفتح ذكائها من خلال عينيها اولاً ومن تفتح عقلها، فقد أبهرت معلماتها منذ أن كانت في الروضة، وقالت أحدى معلماتها يوما:"راقبوا هذه الطفلة جيداً، فستكون يوماً ما شخصاً مهماً".
لم أكن اهتم بما ستكون عليه هذه الطفلة من اهمية، كنت أهتم أن تكون سعيدة، لذا تركتها تنمو دون ضغط ولا شدة، بل برعاية صحية جسدية ونفسية وسقاية فكرية جيدة، وضحك ولعب ومرح في البيت والمدرسة. وكنت كل يوم أتفاجأ بحدة ذكائها ، كما كانت معلماتها يلحظن الأمر نفسه. نمت صديقة للكتاب ومحبة للمطالعة، تحب الرسم ولرقص والموسيقى، تهتم بالانسان وبالورد وبالبيئة.
اليوم نعِيد عيد ميلادها التاسع، وعيد ميلاد كتاب " بهاء الأنثى" ألذي أحبه الناس فأشتهر أكثر من كل كتبي الأخرى.
كل عام يا صغيرتي وأنت أنثى بهية وأجمل من كل كتب الدنيا.