ان ما يحدث في الجزائر والسودان الآن من احتجاجات شعبية تعتبر الموجة الثانية او نماذج تكررت منذ العام 2011 ولم تتوقف أو تنتهي عند ذلك الحد وهذا يؤكد التاريخ الذي يعيد نفسه منذ الثورة الاوروبية والفرنسية والامريكية التي استمرت كل واحدة منه عشرات السنوات بين مد وجزر وانقلابات واحتجاجات حتى استقرت الامور على ما يرغبه الشعب من حرية وديمقراطية.
الا ان المحتجين الان استفادوا من تجارب من سبقوهم سواء في طريقة الاحتجاج او المطالب اضافة الى آلية الحوار وادارته مع الجهات المعنية مستفيدين من النماذج السابقة سواء كانت سلبية او ايجابية.
وكل منهما له احد نماذجه الاربعة خاصة في ظل تشابه وانسجام المطالب التي تلتقي جميعها في «الحرية والعدالة والمساواة» كما ان خروجها وتحركها يكون ضمن سقوف اقل تمتد الى الاعلى بعد مماطلة الانظمة والاستهانة بالتحركات.
اننا نعيد قراءة ومشاهدة ما حدث في العام 2011 من حيث الاسلوب والالية والنتائج ضمن النماذج الاربعة التي يعيد المحتجون استنساخها ففي تنونس وما رافقه من سلمية والتدخل الناعم للجيش انذاك الذي ادار الازمة بهدوء وتنحي الرئيس واجراء انتخابات حلال فترة انتقالية ليست طويلة ثم في مصر وتدخل المجلس العسكري لصالح المحتجين منهيا الازمة ثم استلم السلطة لفترة مؤقتة ليسلمها بعد ذلك لادارة منتخبة.
اما الثالث فهو النموذج السوري الذي تدخلت فيه قوى دولية واقليمية وعصابات مسلحة اضافة الى تحالفات دولية اخرى كايران وروسيا والامد الطويل الذي الذي تجاوز السبعة اعوام وما رافقه من دمار وقتل.
في حين كان الحسم في ليبيا اسرع دوليا عندما تدخل الحلف الاطلسي عسكريا وانهى حكم القذافي الا انه لم يتمكن او لا يرغب في اعادة الاستقرار الى ليبيا الذي تواجدة فيه قوى مسلحة لغياب المؤسسية انذاك.
ان ما يحدث الان هو تكرار لنفس النماذج ولكن بطريقة اكثر وعيا وحرصا مع الاستفادة من الاخطاء او الدروس السابقة التي تحرص الشعوب على عدم تكرارها ميقنة انها اذا عادت لن يتبعها شيء.
حيث استفاد المحتجون من تجارب السابق وعلى الجميع ايضا ان يستفيد من تحرك الشعوب وان يسبقها دائما في المطالب قبل ان يعجز عن اللحاق بها.
فهي تسعى الى ان تحصل على كل مطالبها او جلها قبل العودة الى منازلها كما يميز نماذج عام 2019 بسلمية الحراكات وتأكيد المحتجين على ذلك خوفا من انزلاق دولهم الى مصاف دول اخرى.
وهذا درس آخر من نموذج العام 2011 كما يلاحظ انعدام التدخل الخارجي في هذه الحراكات او هناك تدخل ناعم حذر في هذا الموضوع وهذا يعود لاسباب عدة بان الحراكات التي تخرج الان هي شعبية دون قيادة او تنظيمات تديرها مما يصعب التواصل معها. اضافة الى حرصها الى السلمية.
الدستور