صفقة القرن .. من العربية للدولية
د. ايمان الشمايلة الصرايرة
14-04-2019 01:51 PM
لعلي وقفت كثيراً قبل أن أكتب عن هذا الموضوع الشائك الذي أقلق الجميع، لعلنا على بوابات تاريخ جديد يحمل في طياته الكثير من الأحداث التي باتت حديث العالم، ليست فلسطين كما كانت هي الكعكة التي يودون تقسيمها أوبالأحرى "إعادة تشكيلها" بل هو الوطن العربي برمته، لم تعد الأردن وفلسطين هما الهم الأكبر، بل هما في المقدمة في أحداث الأمة في استهداف اقتصادهما وسياستهما أمام من يظنون أنهم مستبعدون عن المشهد، لعلنا أيها القراء نقف أمام صفقة من القرن وليس صفقة سنوات أي طُبق منها الكثير وبقي القليل.
لعلنا عشنا تغيرات هي من ضمن صفقة القرن في السنوات السابقة ونحن لا نشعر، وكانت المياه تجري من تحتنا تحت شعار (متى تتم صفقة القرن؟) لعلنا أيها القُراء لم ندرك أن تغير الملامح العربية والقيادية فيها والسياسات المختلفة كانت المُقبلات للطبق الأساسي لصفقة القرن التي نذعر عندما نسمع عنها، لم تعد الأمور غامضة كما كانت فالأقلام جفت والخطوط وضعت وبقي تطبيق القليل من المخزون الدولي الكبير، لعل الشعوب العربية تكرر هتافات قديمة بالية تحتاج الى تطوير فكري حتى تستوعب المشهد القادم وليس أسلوب التفكير المعتاد الذي استخدمه الأجداد على الطاولات المستديرة معتقدين أنهم فهموا اللعبة مع أنها تحلق فوق رؤوسهم كالطير دون القدرة على الإمساك بزمامها، لعل صفقة القرن التي يتحدثون عنها مكتملة وتحتاج الى الاستمتاع بالأكل بها من قبل من وضعوها فأي توقيع لا أعلم الذي يتحدثون عنه من أجزائها المختلفة، ولا أعلم من الذي يجب أن تكون بصمته بعد الأردن هي الأقدر على التدخل وإيقاف ما بقي من تطبيق وليس توقيع، فعندما اعترفوا بالقدس وسيناء والجولان لا أعتقد أن هناك عوائق سوف تقف أعظم من ذلك إلا تطبيق باقي المعادلة لتكتمل صورتها أمام جماهير الشعوب الغربية والعربية لتخرج النتيجة مطبقة منذ سنوات وليس للمستقبل سوى تصوير إنجازها ووضعها في صور فوتغرافية تؤرخ للشعوب كافة وبعدها يصدرون لنا كتاب (صفقة القرن في الفرن منذ سنوات طبق نصفها وبقي النصف الأخر).
حري بنا أن لا نردد ( صفقة القرن مرات ومرات) بل أن ننظر في الخريطة العربية الى أين اتجهت سفينتها وإلى أين ستكمل رحلتها القادمة، كفانا كلمات كشعوب لا تسمن ولا تغني من جوع سوى إثارة الشارع وإثارة المشهد بغية الظهور بأثواب جديدة تعيد الميزان لبعض الشخوص أمام مؤيديهم، أعان الله القيادة والشعب على تحمل ما هو قادم.