«مراسل عسكري» .. يتفوق على نفسه *
ماهر ابو طير
14-09-2009 08:10 AM
يبدع مراسل "الدستور" العسكري "عمر محارمة" في تغطياته في القدس ، فيأتي والقدس الى قلوبنا وبيوتنا ، وهذا هو دأب "محارمة" الذي يتفوق على نفسه وعلى غيره بهذه التغطيات المميزة ، ليقول لك ان ها هنا صحفيا لامعا مقبلا على الطريق.
ذهب زميلنا عمر محارمة قبل شهور الى غزة تحت القصف وكان اول صحفي عربي واردني يدخل غزة ويعود بتقارير وصور اخبارية وتحقيقات غزيرة ومؤثرة حول الوضع في غزة. عمر قلبه بين يديه. لا يخاف الردى ولا يعرف الوهن. ويأتي من يزاود عليه وعلى رفاقه في الوفد الاعلامي الاردني الذي ذهب الى القدس ، وكأن الذهاب الى القدس خطيئة ، برغم انهم ذهبوا ضمن وفد رسمي ، من اجل الاردن وفلسطين والقدس ، ولم يذهبوا الى مقر الخارجية الاسرائيلية.
انا ، والعياذ بالله ، من انا ، اكثر المؤيدين والداعمين لجهود لجنة مقاومة التطبيع. بل طالما كتبت عشرات المرات في هذا المجال لمقاومة التطبيع الاقتصادي والزراعي والسياسي ، ويعرف اعضاء اللجنة ذلك وما زلت معهم شريكا معنويا. غير انهم في قصة القدس اتخذوا موقفا عدميا مؤسفا بذريعة ان هناك ختما لجوازات السفر من السفارة الاسرائيلية ويتناسى هؤلاء ان نصف مليون اردني يختمون جوازات سفرهم سنويا من السفارة ويذهبون في زيارات الى فلسطين. القاعدة التي تنطبق على الاردن تختلف عن اي بلد عربي ، لان العلاقات بين الاردن وفلسطين متشابكة بطريقة تفسرها ايضا عشرات الالاف من حشود الفلسطينيين التي خرجت لاستقبال المنتخب الاردني في الخليل قبل ايام ، فما يحق للاردني في علاقته مع فلسطين لايحق لاي عربي اخر. هو من اهل الدار ، والمدينة العربية الوحيدة التي لها مصطبة عند المسجد الاقصى هي مدينة الكرك ، وهذا معناه ان القاعدة هنا تختلف.
لو تواصلنا مع فلسطين واهلها ، ولم نتركهم على كافة الاصعدة لكانوا في احسن حال. العرب تخلوا عنهم وتركوهم للتنين الاسرائيلي ينفخ عليهم النار. وذرائع العرب مختلفة ، والعربي حين يذهب الى فلسطين لا يذهب الى اسرائيل ولايقر بشرعية اسرائيل ولا يتم تجنيده لاجل اسرائيل. هو يذهب الى اهله وعند اهله.فما بالك بالاردني الذي هو من اهل الدار مباشرة. ليس ضيفا ولا غريبا ، من اهل الدار بما تعنيه الكلمة.
لا نكسر جهود لجنة مقاومة التطبيع حتى لا تكون هذه فرصة لتكسير عمل اللجنة او تلطيخ سمعتها وهي اللجنة التي نريدها قوية فاعلة في مجالات خطيرة اخرى ، لكننا نقول لها بمحبة انها اخطأت بقوة في قصة الوفد الاعلامي الاردني للقدس ، فمثل هذا الوفد ينصف الاردن بدلا من الظلم الذي يوصم به ، ويخدم قضية القدس والاخطار التي تواجهها ، ويخدم ايضا الاردن وفلسطين ، وما يعنيه المكانان لابناء الشعبين ، الذين وحدهم في عالم العرب تفتحت عيونهم على علاقات دم وقربى قبل الوحدة الرسمية وبعدها.
يعود مراسل الدستور المبدع "عمر محارمه" ورفاقه وقد خدم القدس اكثر مني ومن كثير غيري ، فلم يكتف في رمضان بالدعاء للقدس في "سحاب" و"عمان" بل جاهد في الله حق جهاده بالكلمة والنبضة والعاطفة. التي تثبت دوما ان الاردنيين للقدس ، قبل غيرهم من العرب الذين تركوها وحيدة تبكي زمن الخذلان هذا.
صهيل الكلام.. جهاد بحد ذاته.
mtair@addustour.com.jo