بادئ ذي بدء أرجو آن تسمحوا لي آن أعطى نفسي حق التحدث إليكم بصفتي ابن شهيد أردني بطل قاتل واستشهد في حزيران 1967 في سبيل آن تتحرر فلسطين كلها من الاحتلال الإسرائيلي .
بكل آسف تؤلمنا وتزعجنا وتثير جنوننا واشمئزازنا تلك الأخبار آلتي تأتينا ونشاهدها على شاشة التلفاز حول الاقتتال الداخلي العبثي بينكم , وسقوط العشرات من أبناء الشعب الفلسطيني الصابر المرابط ضحايا لهذا الصراع المجنون .
اهو صراع على السلطة و الدولة والنفوذ والكراسي ؟ امجانين انتم و هل صدقتم الكذبة الكبرى واعتقدتم أنكم تحررتم من الاحتلال الإسرائيلي وأصبحت لكم دوله لتتقاتلوا عليها .
كلكم مخطئون ولا استثني احدا , لقد أخطأت فتح التي تقود منظمه التحريرالفلسطينيه كونها اكبر الفصائل, تلك المنظمة التي بدأت في الستينات القتال من اجل تحرير كل فلسطين وقدمت المئات من الشهداء والجرحى ولكن حين انخرطت قياداتها في الصراعات العربية العربية والاستقطاب وأصبحت تتدخل في الشؤون الداخلية للدول العربية المضيفة لدرجه حل الخلافات بين الرجل وزوجته ,وراءيناها كيف أدخلت الفلسطينيون في صراعات لا تخدم قضيتهم بل آدت إلى قتل آلاف منهم في صراعات عبثية آدت إلي الخروج الكبير من لبنان عام 1982 .
ويبدو آن القادة كبروا أ وأصابهم الملل والإحباط ,فصدقوا مدريد وما تلاها من اتفاقيات مثل أوسلو التي آدت إلى الحكم الذاتي ,حيث حشدوا مؤيديهم في الداخل وادخلوا إلى الضفة والقطاع مقاتليهم من الشتات الذين يجيدون خوض الحروب الداخلية مع سياسيين مدربين جيدا على الصوت العالي والردح, وحولوهم إلى شرطه وموظفين , ولكن لايجروء أحد آن يقول عنهم انهم كانوا دخلاء وغرباء على فلسطين وجاؤا كجيش محتل وإدارة جديده حلت محل الإسرائيليين, ولائهم للمنظمة فقط التي تدفع رواتبهم ,وان كانوا فلسطينيين فإن معظمهم ولد خارج فلسطين ومازال أهليهم في الخارج كذلك.
هم لا يعرفون حقيقة شعبهم الذي عاش تجربه مقارعة الاحتلال والانتفاضة الأولى وما أفرزته من أفكار ومعتقدات جديده آدت إلى نشوء حماس وغيرها من التنظيمات الفلسطينية الجديدة , وعندما تحول الثوار إلى شرطه وموظفين وبداؤ يظهرون على حقيقتهم ودب فيهم الفساد الإداري والمالي , انقلب عليهم الشعب , وانتخب ممثلي حماس ليس حبا فيها وإنما كرها في ممارسات الفتحاويين , الذين جن جنونهم وعادت لهم العقلية العربية السلطوية الأحادية الشمولية آلتي لا تفهم الديموقراطية و آلتي مارسوها وتدربوا عليها في البلدان العربية فرفضوا التعاون مع حكومة حماس ( الشرطة والآمن الفتحاويين لا يطيعون وزير الداخلية والسفراء كذلك لا يطيعون وزير الخارجية , والدوائر نهبت و أخلى منها حتى الأثاث ) و أخفوا مليارات الأموال وسلموها خزائن خاوية وساهموا بعدم تعاونهم مع حكومة حماس في تشديد الحصار الدولي على الفلسطينيين .
آما حماس والتي هي الأخرى قارعت الاحتلال وفقدت الكثير من قادتها وكوادرها خلال نضالها فهي أيضا مخطئه بلا شك , لأنها حين قبلت الدخول في لعبه الانتخابات , وحصدها لمعظم المقاعد النيابية , فهي آن كانت تدري آو لا تدري ,فإنها تعترف بأوسلو وما نتج عنها من الحكم الذاتي ضمنا , وهي بذلك تتنكر لميثاقها الذي يدعو إلى تحرير كل فلسطين ,
وحماس التي تريد الحكم دون الالتزام بالاتفاقات التي تمنح الشرعية لهذا الحكم , فهي بهذا أوقعت الشعب الفلسطيني تحت حصار دولي ظالم , كان افضل لها على المستوى النضالي آن تبقي حركه معارضه , لا تلتزم بشيء و تقرر في آن تبقى ثوره على آن تصبح دوله و حكومة مسؤولة عن الشعب الفلسطيني وتنخرط في الواجبات اليومية لآي حكومة حتى في مسئوليتها عن جمع النفايات .
وما أود آن أقوله للشعب العربي الفلسطيني الصابر المرابط البطل , والمقاتلين الأبطال آن لاتنخدعو بهذه الألعاب المجنونة والصراع العبثي الحقير على السلطة , وتقاتلوا بعضكم البعض في الشوارع والازقه والحارات , فتقتلون إخوانكم آو تقتلون , وتترمل نسائكم وييتيتم أطفالكم وتثكل أمهاتكم , في حين أمراء الحرب وملوك الطوائف والسادة والزعماء يلتقون كل مساء ويتبادلون القبل وبوس اللحى والاعتذار المتبادل وربما يقبضون آثمان دمائكم سواء في مؤتمرات المصالحة داخل فلسطين أو خارجها في ارقي الفنادق وما لذ وطاب من المأكل والمشارب , ثم يعودون بعد أيام يحرضونكم على القتال ضد بعضكم البعض وعدوكم يتربص بكم خارج الأسوار كالجزار الذي يقف أمام قفص للدجاج تتصارع فيه بعض الديوك وهو لا يوفر منها أحدا .
قولوا لزعمائكم على ماذا نتقاتل( فهمونا )فنحن كنا وما زلنا مسلمين سنه نصلي في مسجد واحد وعرب وفلسطينيون كما نعتقد ونحن تحت احتلال بفيض مدعوم من كل قوى الشر بالعالم وأصحاب اعدل قضيه عرفها التاريخ , وارفضوا الأوامر التي تدعو إلى قتل بعضكم البعض رفضا تاما وتمردوا عليها وعانقوا إخوانكم في الجهة المقابلة وقبلوهم , وصوبوا سلاحكم معا نحو أعدائكم فقط ,الذين هم المستفيد الوحيد من كل هذا ,و بهذا فقط قد تعيدون الرشد إلى قياداتكم وتعلموهم انه بالحوار فقط يجب آن تحل المشاكل .
وأقول لكم أيها السادة إذا أردتم التحول من الثورة إلى الدولة وتكريس الديموقراطية والتداول السلمي للسلطة ,فيجب عليكم آن تعلموا وتتعلموا آن عدوكم الإسرائيلي حين أعلن كيانه كدوله قبل تسع وخمسون عاما والتي تمر ذكراها هذه الأيام( وانتم ملتهون بقتالكم عن إحياء هذه الذكرى الأليمة ), قامت منظماته الصهيونية مثل شتيرن والها جانا والارجون والبالماخ بحل نفسها وكونت الجيش الإسرائيلي من مقاتليها واندمجت داخل الأحزاب وكونت الدولة ولم نسمع آو نقرا عنها أنها تقاتلت بين بعضها يوما ما .
اعذرونا فنحن قلنا ماقلناه لاننا نحبكم ونتمنى لكم كل الخير و ان يهديكم الله تعالى إلى الصواب ,و إلى ما يحبه ويرضاه .