· مليون و750 ألف مريض نفسي في الأردن.
هذا الخبر مر مرور الكرام, وبصراحة كنت من بين كثير من الناس ممن لم يتوقفوا عنده والسب ببساطة هو أن تعريف المرض النفسي في ثقافتنا الموروثة مختلف عنه عند الأجانب, جيث يبدأ بالإكتئاب ولا ينتهي عند إنفصام الشخصية, لكن لا بأس، هناك إكتئاب، نعم وهناك إنفصام شخصية، نعم، لكن للمرض النفسي عندنا طعماً خاصاً، ونوعاً خاصاً، نحن نتفرد بإبتكار أنواع جديدة في عالم الأمراض النفسية، وأقترح أن يتم التوسع في الحدائق العامة، ليس للتنزه وأقترح أن يتم زيادة عدد المقاعد اللطيفة في الميادين العامة والأرصفة، ليس للإستراحة وإستنشاق الهواء ولا لإنتظار الباص السريع وغيره، إنما حتى يتاح لكل منا الوقت الكافي كي يجلس جلسة تأمل مثلا ويلتقط أنفاسه ويتنهد على طريقة الرئيس عمر الرزاز الذي رصد له الصحفيون ثلاث تنهيدات , كانت بلا شك كظما للغيظ ومعروف عن الرزاز اللطافة وطولة البال .
التنهيدات تخدم أهدافاً كثيرة ولها فوائد أتذكر في هذه العجالة شيئاً منها، أخذ كمية كافية من الأكسجين لتنشيط الدماغ وإنعاش الذاكرة، فسحة كافية من الوقت للتفكير الذي يعقب تدفق الأكسجين الى الدماغ، ثوان كافية للعودة الى الهدوء وضبط الإنفعال.
أما بالنسبة لمن يعتقدون أنهم مصابون بأمراض العصر أي الأمراض النفسية الجديدة فالجلوس لفترة من الوقت من دون شريك، يكفل لك أن تحصي عدد السيارات المارة وألوانها ومعروف أن الألوان تفتح في العقل آفاقاً جديدة من التنويع بمعنى أن الدنيا ليست أسود وأبيض فقط ولا هي رمادية، فهناك ألوان تقول لك أن في الدنيا خيارات لا تحصى .
· 5ر7 مليون رئيس حكومة ووزير .
هذا العدد المفترض للأردنيين نساء ورجالاً وشيوخا وأطفالا في الأردن بحسب الإحصاء الأخير للسكان , وبعد خصم الأطفال يمكن أن يتبقى لدينا 3 ملايين راشد.
هؤلاء يتمتعون بميزة لا يتمتع بها أحد في الدنيا، إذ بإمكان كل واحد منهم أن يكون رئيسا للوزراء أو وزيراً أو رئيسة للوزراء أو وزيرة.
قلة فقط لا ينتحلون هذه الشخصية .. ما معنى هذا ؟
حسنا سأفسر المقصود بهذه القصة .
بروفيسور هندي ألقى محاضرة شيقة، قال فيها إن الهند بلد الشاي لذلك تستطيع أن تجد 500 مقهى للشاي في شارع واحد، فإذا أردت أن تحتسي الشاي، يمكنك أن تنتقي ما يعجبك من هذه المقاهي وما أن تجلس وتتجاذب الحديث مع صانع الشاي , حتى يداهمك بمحاضرة، تبدأ بتشخيص المشاكل التي يعاني منها البلد، ثم يطرح الحلول التي يراها صحيحة من وجهة نظره . هو بصراحة يصلح لأن يكون رئيسا للوزراء أو وزيرا أفضل ممن هم في تلك المناصب كما يرى، لكن آخر شيء يتقنه هو إعداد الشاي.
الرأي