أمي
لست بحاجة الى ان ابحث في ثنايا الصور ، وفي الالبومات الذكريات كي اجدك امي ،فشرايين الدم تدفق في ذكرك ،وانفاس الصدر تبعث لي من عطرك ،ورمشات العيون لا تفتىء عن شكرك ،وبين الضلوع قلب من نبضك ... يالله كم اتمنى ان اضمك ! الليلة سأطوف في ثنايا اربعين مضت وما زال زهر الحزن يانعا في ذكرك .
قالوا هي مريم ان تليت آياتها في قرآن الفجر ،علمتك الصبر على الابتلاء ،ولقنتك معاني الاحتساب لوجه الله تعالى،قلت هي مريم من كانت تنهض في الفجر تدعو ان تشرق شمس الخير علينا ، في عنق من ضحت لهم ايات الشكر .
أماه... واواه ما معنى الحياة دون دعاك ورضاك !؟
هل كنت الا الشجر الذي يكاد زيتك ينير الحياة نورا ،جئت انا الطفل ابحث عن ظلك فما وجدت غير شاهد قبرك وتحته جسدك وقلبك، وهل كنت الا نبع الدنيا يروي كل أرض مر بها ماءك ، فهل لي بشربة كزهرات وورد نمت اليوم تحت قدمك ،سيدة في عطاءك في حياتك وفي مماتك.
رسالتي ابعثها إلى الله العلي العظيم أن يرحمك برحمته ويغفر لك ذنبك ،ادعوه سبحانه ان اكون واخوتي في ميزان حسناتك ،ويجزيك وابي الصابر المحتسب عنا خير الجزاء ... يالله هذه دعواتنا لك .. وانت الكريم ذو المن ان تكرم نزلها وتوسع مدخلها في جناتك جنات النعيم.