أسقطت صناديق الإقتراع في انتخابات دولة الإحتلال وهم سقوط الليكود، وخرجت هذه الصناديق للعالم بكلمة واحدة متوقعة؛ إنه شعب لا يُحب السلام.
على مر الأيام والأسابيع الماضية، ألقى ترمب بكل ثقله السياسي لدعم المتطرف نتنياهو؛ منحه القدس والجولان، ولو طلب لبن الطير لاجتهد مع أصدقائه وأعدقائه لتأمينه.
أيُ سر تحمله العلاقة بين قطبي التطرّف في العالم، أي مخطط قاتم للمنطقة اتفقا عليه، أي تقسيم جائر لم يعد أمام تنفيذه سوى إعادة نتنياهو للسلطة؛ كيْ يفعل ما يشاء ويمعن في القتل والأسر كيفما شاء، وقد استوى له ظهرٌ عريض مسنود بابن عمّه وعضده وابن جلدته وشريكه في سفك الدم والقمع ..!
وجهان معتمان لعملة واحدة صدئة. لا تصدقوا احتمالات الخبراء الذين فاضلوا بين قاتل ومجرم.
انتصر نتيناهو بدعم زمرته المتطرفة، ولو خسر فلن يزد ذلك في وهم السلام خردلة، لكنه انتصارٌ مُراد، انتصارٌ سيضع لمسات المؤامرة الأخيرة على جسد عربي منهك، ويستلذ بلعق لعاب الخديعة التي ساقها للعالم سنوات .
لم يكن بوسع نتنياهو الفوز بحزبه دون عملية إنقاذ متطرّفة. كان طرفا قطبي التواطؤ، العنصري ترمب، وبقية أسلافه المتشددين الذين يرفعون تعاليم التوراة المحرّفة مرجعا وحيداً لسياسة إسرائيل ويسعون نحو إقامة دولة يهودية تقودها القوانين الدينية.
في ظل نتائج الإنتخابات، سيمتطي نتنياهو نصره نحو مزيد من كتل الاستيطان ونحو مزيد من تهويد فلسطين وعلى نسق أعلى، سيكون له انتصار بمرتبة تصريح بالقتل والدمار ومزيد من التعامي عن رأي الدنيا كلّها، ولن يثنيه أحد عن تنفيذ أهدافه، ومن يثنيه!
وقد احتشدت له قوى اليمين المتطرّف وهيأ له ساسة العالم الدافنو رؤوسهم في رمال السياسة الموحلة تصاريحا لاستئناف القمع والتهويد، وسيضيف شيئاً من توابل طبخته المحروقة، بعروض خجولة لتطبيع علاقاته مع العرب، وهو موقنٌ أن ذلك ليس سوى ديكور يسعى من خلال لتجميل التعذيب وتحسين صورة القهر.
ليس في مستقبل المنطقة المظلم احتمالات كبيرة، ولا يمكن لأحد التنبؤ بالتفاصيل القادمة، غير أن سلسلة توقعات ترتبط بالظروف الميدانية يمكنها أن تكون القادم الأسوأ ربما كان ما أسموه بصفقة القرن، وبين يدي ذلك، سيستأنف نتنياهو لعبته الخادعة، وسيقرع كل يوم طبول آلة حربه المجرمة على غزّة، ومع حلول التنفيذ الفعلي للمؤامرة الصهيوأمريكية، ستتضاءل فرص السلام، الوهم، وسيستثمر الطغاة زمننا الردىء ليفعلوا ما شاؤوا، وسيكتفي العرب، بلعن الظلام ولعن النوم، لكن التاريخ سيبصق في وجه المتخاذلين والمتأمرين، وفي وجه البيادق الذين يسيرون طوعاً وكرْها، في سرادق الزفّة الجديدة، ظالمي أنفسهم وشعوبهم وتاريخهم.
إنها فترة من فترات الهوان. إعادة انتاج لحكم الطوائف المتداعي أمام انغماسهم في الثراء والضعف، إنه الفونسو السادس الجديد.
على طول الأنفاق المظلمة التي مرت بها الأمة، كان دائما هناك ضوء في نهاياتها. ستخرج الأمة ولو بعد حين من قمقم الكرسي والثراء والمنفعة إلى فضاء المبادىء والوحدة، " نيرون مات ولم تمت روما، بعينيها تقاتل، وحبوب سنبلة تموت، ستملأ الوادي سنابل". وعلى الامة والشهداء السلام.