الايراني يسأل العربي يجيب
محمّد عليّ الحسينيّ
16-05-2007 03:00 AM
إنه حوار يضع النقاط على الحروف ، و يظهر الحق أبلج كالصبح مشرقاً كالشمس ، لكن المكابرين متمسكون بعنادهم و باطلهم وتيههم وغوايتهم و أهداف سموها لأنفسهم ورسمها معهم خيالهم القاصر الذي أعطاهم الحق بقضم جزء أو أجزاء من البلاد العربية ، و ظنهم أن هذه البلاد المترامية الأطراف ، و الشعوب الأبية الشجاعة التي تقطنها لقمة سائغة لأيّ طامع. أسئلة تخطر ببال الإيرانيّ يظهرها إلى العلن في هذه الأيام ، و بعد أن قرر زعماؤه تصدير الثورة الإيرانية من عقر دارها ، و إرسالها إلى الجار الذي أوصى جبريل محمداً(ص) به ، و قال النبيّ(ص) في الحديث الشريف : " ما زال جبريل يوصيني بالجار حتى ظننت أنه سيورثه " ...لقد أقنع زعماء الثورة أتباعهم و من أمكنهم إقناعه من أبناء إيران حتى غدا الفارسيّ يتبجح بصفاته أن إيران أمّ الإسلام و أبوه ، و الحاضنة له ، والرّادّة كيد الأعادي عنه ,و لها في الأراضي المقدسة كما لجيران العرب . و يأتي الجواب العربيّ مغايراً لمزاعم الفرس صافعاً وجوههم مظهراً حقيقة مزاعمهم التي تخفي وراءها المطامع و الأحقاد الدفينة . أيها الحائدون عن الحق و السائرون في التيه و الضياع اسمعوا ما قال الله سبحانه في كتابه العزيز: {إِنَّا أَنزَلْنَاهُ قُرْآنًا عَرَبِيًّا لَّعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ}.{وَكَذَلِكَ أَنزَلْنَاهُ قُرْآنًا عَرَبِيًّا}.
{وَكَذَلِكَ أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ قُرْآنًا عَرَبِيًّا لِّتُنذِرَ أُمَّ الْقُرَى وَمَنْ حَوْلَهَا}.{إِنَّا جَعَلْنَاهُ قُرْآنًا عَرَبِيًّا لَّعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ}.
كل هذه الآيات البينات تؤكد أن القرآن الذي نزله الله سبحانه على محمد (ص) قرآن عربيّ ، ليس فارسيّاً ، و ليجرب مسلم الصلاة بقرآن مترجم إلى أي لغة من لغات العالم و ليسأل العلماء هل تجوز صلاته . و الجواب لا يجوز أن يصلّي المسلم إلا بلغة القرآن العربيّ . و نبيّ الإسلام ، محمد خاتم الأنبياء و الرسل (ص) عربيّ أباً و أماً و جدّاً و جدّة إلى نسبه الشريف (ص) فهو محمد بن عبدّ الله بن عبد المطلب بن هاشم الهاشمي القرشيّ العربيّ المكيّ .. فهل بعد هذا البيان الواضح و البرهان الجليّ إمكان المطاولة على الأمة العربية . و محمد (ص) ولد في مكة المكرمة و هاجر إلى المدينة المنورة و دفن فيها فزاد المدينتين و الحرمين مكانةًوتكريماً .
و أول من تتلمذ على يد رسول الله صحابته و هم عرب إلا النادر و النادر جدّاً ,و هم الذين حملوا القرآن الكريم والدين الحنيف إلى فارس و غيرها من بلاد الله الواسعة بإرادة الله و أمره ,و بسواعد العرب وجهدهم انتشر الدين حتى كانت رايات الإمبراطورية الإسلامية وأعلامها ترفرف على أكثر أقطار الأرض . و ما تزال العروبة تعني الإسلام ، والإسلام يعني العروبة ، فهما صنوان لا يفترقان . و اللغة العربية لغة أهل الجنة و لغة الشهداء و العلماء و المسلمين و إن كانوا في هذه الأرض يتكلمون لغات أخرى ..
و أخيراً و ليس آخراً الأخلاق عربية ، والكرم عربيّ ، و الشجاعة عربيّة ، و الشهامة عربية ، و افتتاح البلاد و نشر الإسلام في ربوع الأرض موسوم بالعربية و قام به العرب . و ما على الشعوب الأخرى إلا الانضواء تحت راية الإسلام و راية العروبة ، و الإمبراطورية العثمانية كانت تفهم هذا جيداً ,و كان التركي الذي يمضي إلى مكة المكرمة لقضاء مناسك الحج حين يصل إلى الأرض العربية ينزل عن دابته و يقبل الأرض و ترابها بفرح ما بعده فرح و يقول : " شام شريف شام شريف.."الشام هكذا فما بالكم بمكة المكرمة أمّ القرى,والمدينة المنورة؟ أما يكفيك أيها الفارسيّ؟أ ما تعيدك إلى الصواب كل هذه الأدلة والبراهين؟
* الكاتب أمين عام المجلس الإسلاميّ العربيّ.
لبنان,بيروت,طريق المطار,سنتر الأطرش, الطابق الخامس. الهاتف:009613961846alsayedalhusseini@hotmail.com
www.arabicmajlis.org
www.arabicmajlis.com