وزارة الخارجية تتفوق على نفسها
السفير الدكتور موفق العجلوني
10-04-2019 11:33 AM
عاش العالم جريمة نيوزلندا البشعة هذه المأساة والتي راح ضحيتها عدد من الشهداء الابرياء، الذين كانوا يؤدون صلاة الجمعة في كل امن وامان وخشوع وطمأنينة وسلام وكان من بين هؤلاء الشهداء والمصابين عدد من الاردنيين. وخاصة رئيسة وزراء نيوزلندا السيده جاسيندا ارديرن التي ترفع لها القبعات وتنحني لها الهامات لإنسانيتها ومشاعرها الصادقة ووقوفها وقفة يعجز الانسان عن وصفها الى جانت ذوي الضحايا والمصابين، بوركت ايتها السيدة العظيمة
حقيقة عاش الاردن هذه المأساة بكل جوانبها وعلى أعلى المستويات، حيث قام جلالة الملك عبد الله الثاني ابن الحسين حفظه الله بانتداب سمو الامير الحسن حفظه الله مندوباً عن جلالته، حيث غادر سموه الى نيوزلندا لمواساة ذوي الشهداء والاطمئنان على الجرحى والمصابين، حيث كان لهذه اللفتة الانسانية الاثر الكبير في نفوس ذوي الشهداء والمصابين والحكومة النيوزلندية والعديد من دول العالم.
ما كان جاذباً للاهتمام لأول مرة في تاريخ وزارة الخارجية هذا الحضور المميز وغير المسبوق ممثلاً في ادارة العمليات في وزارة الخارجية بإدارة الدبلوماسي العجلوني النشيط السفير سفيان القضاة، والانطلاقة الفورية لمدير الدائرة القنصلية السفير عاهد سويدات بتوجيهات من معالي الوزير السيد ايمن الصفدي ومشاركة الامين العام السفير زيد اللوزي في الوفد الاردني برئاسة سمو الامير الحسن.
علاوة على ذلك فقد كانت ادارة العمليات في وزارة الخارجية بجاهزية كاملة وبحالة استنفار على مدار الساعة بالتواصل مع نيوزلندا والتواصل مع ذوي الضحايا والمصابين والتواصل مع وسائل الصحافة والاعلام لوضع المواطن الاردن بمجريات الاحداث وطمآننته وخاصة بالتواصل مع ذوي الضحايا والمصابين.
حقيقة و منذ عهدي بوزارة الخارجية منذ الثمانينيات اظهرت وزارة الخارجية سواء معالي الوزير السيد ايمن الصفدي او عطوفة الامين العام السيد زيد اللوزي ، او مدير ادارة العمليات السفير سفيان القضاة او وجود السفير عاهد سويدات على ارض الواقع في نيوزلندا، حضوراً مميزاً و متابعة حثيثة و القيام بالتواصل مع كافة الجهات المعنية سوآء على الارض النيوزلندية والتنسيق مع السلطات في نيوزلندا و التي ابدت تعاون متميزاً في ادانة هذا العمل الارهابي و في الاهتمام في الضحايا بخصوص مواراتهم او نقلهم لبلدانهم و القيام بالرعاية التامة للجرحى و المصابين و تقديم اية مساعدات بهذا الخصوص .
بالرغم من انه واجب وزارة الخارجية برعاية المواطنين الاردنيين في الخارج و تقديم كل ما يحتاجونه ، الا انه و بكل صراحة و تجرد ابدت وزارة الخارجية ولأول مرة حضوراً مميزا و تفاعلاً غير مسبوق في تاريخ وزارة الخارجية مع هذا الحدث المأساوي و المحزن و هذا ان دل على شيء فهو المؤسسية التي تتمتع بها وزارة الخارجية مؤخراً و التناغم و التفاهم و التنسيق بين ادارات وزارة الخارجية بالأشراف المباشر من الامين العام المشهود له بالإدارة الحصيفة كوكيل للوزارة وامين عام لها و نائب لوزير الخارجية ، و العمل المؤسسي ممثلاً بمعالي الوزير و عطوفة الامين العام و ادارة العمليات و ادارة الشون القنصلية ، وهذا حقيقة قيمة مضافة لوزارة الخارجية في التميز بحضورها و تفاعلها و قيامها بواجبها كوزارة خارجية مسؤولة عن متابعة شؤون الاردنيين في الخارج.
و بهذه المناسبة و من خلال العديد من اللقاءات مع الجاليات الاردنية ، هنالك عتب وامل من الجاليات الاردنية في الخارج بآن تقوم وزارة الخارجية من خلال سفاراتنا الاردنية في الخارج بضرورة عمل جداول بيانية بأسماء الاردنيين في الخارج و التواصل معهم و الوقوف على اوضاعهم و تقديم ما يطلبه الاردنيين ضمن الامكانات المتاحة و الممكنه و خاصه لتسهيل اجراءات تجديد جوازات سفرهم و معاملاتهم القنصلية و تقديم المساعدة الممكنة لهم اثناء رجوعهم للمملكة و منحهم الاعفاءات اللازمة ، اضافة الى اخذ قبول ابنائهم في الجامعات الاردنية بعين الاعتبار ، و تشجيع الراغبين منهم بإقامة استثمارات في الاردن.
وكلمة اخيرة لا بد من تقديم الشكر والثناء لوزارة الخارجية ممثلة بكافة طواقمها الدبلوماسية والادارية لقيامها بالواجب تجاه المواطنين الأردنيين في شتى بقاع الارض. وايضاً شكراِ لسفرائنا ودبلوماسينا في السفارات والقنصليات الاردنية في الخارج على كل جهد يقومون به تجاه الأردنيين، لان السفارات موجودة اصلاً لخدمتهم وخدمة المصالح الاردنية في الخارج.
*المدير العام لمركز فرح الدولي للدراسات والابحاث الاستراتيجية