انطلق أول أمس الاجتماع الأول لتيار الشبابي الأردني، واعتقد أنّ اللقاء كان فرصة لتبادل الآراء، واستكشاف مشاعر وافكار الشباب المشارك تجاه العملية السياسية ومستقبل البلاد، كان ذلك اللقاء بحضور لطيف وتواضع جمّ من د. محمد ابو رمان وزير الثقافة والشباب.
ما سمعناه في الحوار في المدة التي قضيناها، يكشف عن مساحة مفقودة يبحث عنها الشباب، وعن حاجة ماسة لتطوير الخطاب وعن ضرورة تخليصه من احمال التاريخ و الجغرافيا التي تثقل مسيرتنا، وبدت الفرصة مواتية للتعبير والحديث براحة وافق وطني يبشر بجديد، بشرط تطوير الخطاب، واظن الشاب الأردني قادر على ذلك، بشرط التماهي مع التحولات القادمة والانتباه إلى أن شكل الدولة المورث في طريقه للتبدل.
الجهد الذي قام به فريق التيار المزمع إطلاقه يأتي في زمن وطني صعب شبابيا، تبدو فيه الحالة الوطنية منكشفه على اللاانجاز في المسار السياسي الشبابي، فلا احزاب عريضة منتشرة، ولا تأثير لهم في صنع التحديث السياسي وهم قسم عريض من المجتمع بل غالبيته، والإفراز الانتخابي ما زال يأتي بالوجوه العتيقة او التقليدية، ولم ينعكس العمل والتعليم بشكل جيد على خيارات الناخب الشاب وغير الشاب.
ننكشف شبابياً على حالة من الفراغ السياسي، عنوانها مزيد من المبادرات التي ربما تعوض الاخفاق في عدم وجود احزاب شبابية، وننكشف على حالة من الشعور لدى الشباب بأن الكبار والمتقدمين في العمر من قادة السياسة والنخب لا تريد الاعتراف بالجيل الجديد، الذي كان عنوان الربيع العربي ومادته وفاعله.
ننكشف على صباحات في جامعات، ترفض فيها عمادات شؤون الطلبة أي نشاط طلابي مغاير للتيار السائد في عقلية المؤسسات، بتهمة انه يغرد خارج السرب، ونقول في ذات الوقت للشباب لماذا لا تشاركون في الانتخابات؟ وهنا علينا أن نعرف بأن ثمة من يريد من الشباب أن يتحركوا بعقلية القطيع، أو مجرد كومبرس.
التيار الشبابي كان أول أمس بمثابة طلقة تنوير وصرخة وعتب، تجاه الوضع القائم، وقد يكون فرصة لتغيير المعادلة، ولكن هذا لا يتم بعمل تيار واحد، بل بتيارات متعددة، وما حدث أول أمس يدل على أنّ الشباب الاردني بتنوع افكاره لا يريد الاستسلام للصياغات التقليدية ويسعى للتطوير والتحديث، لكن المخاوف والعتب والشعور بانعدام الدعم كان موجودا في خطاب ومداخلات الشباب.
الدستور