التمثيل العربي في الكنيست
د. عبدالله صوالحة
08-04-2019 05:20 PM
يتوجه يوم غد الثلاثاء ستة ملايين ناخب اسرائيلي لصناديق الانتخاب لاختيار 120 عضو كنيست ، يشكل العرب 16% من نسبة اجمالي الأصوات التي يحق لها الانتخاب ، لو توجه العرب بنسب معقولة مشابهة للنسب اليهودية 65-75% سيحصلون على 19 مقعدا ولو شاركوا بنسب عالية ومكثفة جدا فمن الممكن حصولهم على 24 مقعدا من إجمالي عدد مقاعد الكنيست)العدد الحالي للعرب 13 مقعد) . لكن الصورة ليست وردية بهذا الشكل, فالتوقعات تشير الى ان اقل من 50% فقط من الناخبين العرب سيتوجهون الى صناديق الانتخاب وفي بعض مناطق البدو في النقب لن تتجاوز النسبة 15% بسبب عدم تمثيل البدو في القوائم الحالية ولأسباب اخرى لوجستية .
تاريخيا لم تتجاوز نسبة مشاركة العرب في انتخابات الكنيست 65% وكانت اعلى نسبة مشاركة في انتخابات عامة كانت في 1999 في انتخابات منصب رئيس الوزراء بشكل مباشرعندما صوت العرب لصالح ايهود باراك حيث وصلت نسبة المصوتين منهم 75 %.
اليوم هناك دعوات لمقاطعة الانتخابات من قبل قطاعات مهمة في الوسط العربي وينقسم المقاطعون الى فئتين الاولى تقاطع الانتخابات من حيث المبدأ وتعتبر ان المشاركة فيها هو اضفاء شرعية الى الكنيست والى دولة اسرائيل بشكل عام وتتصدر الحركة الاسلامية الجناح الشمالي هذه الأصوات التي تعتقد أن المشاركة في انتخابات الكنيست لم تأتي بأي مردود بالنسبة للفلسطينين داخل الخط الأخضر وبالعكس مثلت المشاركة عملية تجميل وتبييض اممارسات دولة إسرائيل تجاه الفلسطينين ، لا تتجاوز نسبة هذه الفئة 15% من الناخبين العرب .
الفئة الثانية هي التي تنادي الى مقاطعة الانتخابات الحالية لأسباب واقعية وسياسية تشكك بجدوى المشاركة خاصة بعد إقرار قانون القومية الذي ينص على ان إسرائيل هي دولة الشعب اليهودي ، كما تنطلق جذور هذه المقاطعة أيضا من فقدان ثقة الناخب العربي بالعمل البرلماني وعدم المشاركة في الائتلافات الحكومية وإحباط الجماهير العربية من أداء القائمة العربية المشتركة وتفككها وانقسامها ، كما أصبحت الجماهير العربية ترى ان أولويات قيادات الكنيست العرب لم تعد تلبي مصالح الجمهور العربي في مجال تحسين الخدمات والتركيز على مسائل السياسة الوطنية فقط دونما اعتبار لمصالح الحياة اليومية للسكان العرب من حيث جودة خدمات التعليم والنقل وتوفير فرص عمل وتوسيع رقعة الأراضي لغايات السكن من خلال المساهمة في وضع المخططات الهيكلية للقرى والبلدات العربية, أضف الى ذلك تمسك القيادات العربية في الكنيست بنفس الاسماء والرموز دونما اتاحة الفرصة للوجوه الشابة والقيادات الناشئة .
ضمن هذه المعطيات نستطيع القول ان التمثيل العربي في الكنيست بشكله التقليدي الذي خبرناه ربما لن يكتب له النجاح ويتعرض لضغوط بنيوية قد تؤدي بالمجتمع العربي الى البحث عن أشكال أخرى للتمثيل ، لا نعرف كيف ستكون عليه هذه المعادلة في الانتخابات القادمة ,لكن هناك مظاهر لهذا التحول تتبدى في انضمام بعض الناشطين العرب إلى الأحزاب اليهودية وخاصة اليسارية منها مثل حزب ميرتس الذي وضع شخصيتين عربيتين ضمن المقاعد الخمسة الاولى في القائمة التي لن تستطيع الحصول على أكثر من ستة مقاعد ، كما أن هناك بعض الشخصيات العربية التي انضمت لأحزاب يمينية مثل حزب الليكود وكولانو وإسرائيل بيتنا ، وجه آخر نسائي شاب تجاوزت المنظور التقليدي كممثلة لأقلية درزية داخل أقلية عربية وانضمت الى حزب كحول لاڤان هي الإعلامية غدير مريح التي تتبنى منهج الواقعية السياسية ، كل تلك المؤشرات والظواهر تنبىء ببروز اتجاه سياسي جديد في الأوساط العربية حيث صندوق الأدوات القديمة لم يعد يعمل بفعالية.
Mutaz876@gmail.com