ذكرنا في حلقة 77 من سلسلة صفحة من تاريخ الاردن عن مصادر تاريخية ما يلي : " فقد التحق العقيد المتقاعد فناطل ثنيان من بني صخر بمنظمة فتح ولكن لم يلبث ان قتلته احدى المنظمات " . وقد وصلتنا رسالة من اكبر ابناءالمرحوم فناطل وهو " عواد فناطل اثنيان" يقول فيها :
اقدر جهودكم للوصول الى الحقيقة في صفحة من تاريخ الاردن 77 بوكالة عمون الالكترونية ... مبينا فيها ان الشهيد ( فناطل اثنيان محارب الزبن ) من بني صخر ، من مواليد 1919 التحق بالخدمة العسكرية في 30/8/1938 كجندي مشاة ، وبقي بالخدمة الى ان احيل على التقاعد في 12/7/1964 برتبة مقدم ... عمل في خدمته قائد كتيبة دبابات وقائد حرس وطني ، وهو حاصل على وسام الاقدام العسكري ووسام النهضة الاردني من الدرجة الثالثة ووسام الكوكب الاردني من الدرجة الرابعة ووسام الاستقلال الاردني من الدرجة الرابعة ووسام العمليات الحربية بفلسطين وشارة ذكرى الحرب العالمية الثانية 1939-1945 ووسام الدفاع البريطاني ووسام الخدمة العامة بفلسطين ووسام تقدير الخدمة المخلصة . وقد شارك بمعارك عام 1948 في فلسطين وقد ذكر اسمه بمذكرات الرئيس جمال عبد الناصر ، شهد احداث 1956 . بعد تقاعدة عمل في الزراعة وتربية المواشي وبقالة صغيرة . وقد اختطف من منزله في اثناء احداث ايلول يوم 12/9/1970 ، ويجهل ذووه الجهة التي اختطفته وقتلته . له مذكرات بخط يده ، وقد ذكر المؤرخ سليمان موسى في كتابه ايام لا تنسى انه اختفى بظروف غامضة ، وقد كان قد بعث برقية تاييد لجلالة الحسين قبل اسبوع من اختطافه . وتشير سجلات القيادة العامة انه مفقود . وقد قدره ابناء عشيرته ببناء نصبا خاصا له في الموقر .
وقد قمنا بتدوين محتويات هذه الرسالة من باب التقصي والتحري والعلم فقط اضافة الى انصاف تلك الشخصيات الوطنية التي دفعت الثمن غاليا في سبيل الوطن .
نواصل تناول صفحات من تاريخ الاردن ...
فبعد ان صمتت المدافع على جبهات القتال عام 1973 في مصر وسورية والتي شارك فيها الجيش الاردني على الجبهة السورية . تنادت الدول العربية لعقد مؤتمر قمة عربية لبحث هذه الحرب التي كانت نصرا مؤزرا في ايامها الاولى ونكسة عسكرية في ايامها الاخيرة ، وفي الوقت نفسه دعت كل من الولايات المتحدة والاتحاد السوفياتي لعقد مؤتمر للسلام في الشرق الاوسط ، ولم يشترك الملك الحسين في المؤتمر الذي عقد في الجزائر فقد اناب عنه وفدا رفيع المستوى برئاسة بهجت التلهوني رئيس الديوان الملكي الهاشمي ، عقد المؤتمر خلال الفترة من 26-28 تشرين الثاني 1973 باشتراك 16 دولة عربية ومنظمة التحرير الفلسطينية ، ولم تشترك كل من العراق وليبيا في المؤتمر .
اصدر مؤتمر الجزائر قرارات سرية ، مع استعداد الدول العربية للمساهمة في تحقيق سلام ولكن بشرطين هما: انسحاب اسرائيل من جميع الاراضي المحتلة بما فيها القدس ، واستعادة الشعب الفلسطيني لكامل حقوقه الوطنية . وقد دعا المؤتمر للاستمرار باستخدام سلاح النفط في المعركة . مع قبول المؤتمرين لقراري مجلس الامن 242 و338 .
وكانت اهم نتائج المؤتمر ان تكون منظمة التحرير هي الممثل الشرعي والوحيد للشعب الفلسطيني ، وان يكون لها حق تمثيل الفلسطينيين في مؤتمر جنيف للسلام المزمع عقده في كانون الاول 1973. وقد اعتبر الاردن ان ذلك تجاوزا على دور الاردن ومسؤوليات الدولة الاردنية نحو شعبها في الضفتين ، ولا يجوز من الناحية القانونية ان تنزع من الاردن صفة تمثيل مواطنيه الاردنيين .
وقد وجه الحسين خطابا في 22 تشرين الثاني 1973 مبينا فيه اصرار الاردن على ان يقرر الشعب الفلسطيني مصيره بنفسه ، وان الاردن ضد اي عملية تفرض وضعا معينا على ابناء فلسطين قبل التحرير . وكان الاردن يعارض ان منح المنظمات حق تمثيل الفلسطينيين قبل التحرير ، وانه من حق اهالي الضفة الغربية وغزة اختيار ممثليهم وتقرير مستقبلهم بحرية .كما اكد الحسين على موقفه في خطاب العرش في 1 كانون الاول 1973 قائلا عن اهل الضفة الغربية انه بعد التحرير لهم الحق : اما ان يبقوا معنا او ان يتحدوا وايانا او ينفصلوا عنا باستفتاء عام يجري تحت اشراف دولي محايد ...
وفي مقابلة مع مجلة الحوادث اللبنانية في 4 كانون الثاني 1974 بين الحسين اننا لا نرفض منظمة التحرير الفلسطينية وقد شاركنا في تاسيسها ... ونحن نعترف بتمثيلها للقضية الفلسطينية .. واشار ان المطالبة بالضفة الغربية منوطة بالاردن .
وفي هذه الاثناء وجهت حكومتا اميركا والاتحاد السوفياتي الدعوات في 27 تشرين الثاني 1973 الى حكومات مصر وسورية والاردن واسرائيل للاشتراك في مؤتمر السلام الذي سيعقد في جنيف بسويسرا في 21 كانون الاول 1973 استنادا لقرار مجلس الامن رقم 338 تحت اشراف دولي وقد قبل الحسين الدعوة من حيث المبدأ .
في الحلقة القادمة نتابع ...