دافوس نيسان (٢٠١٩) .. فرصة تتجدد برؤى ملكية
08-04-2019 01:11 AM
يشكل اللقاء السنوي للمنتدى الاقتصادي العالمي"دافوس" فرصة حقيقية جديدة وحيوية في وقت يبحث فيه العالم أجمع تشكيل بنية عالمية في عصر الثورة الصناعية الرابعة وعصر الرقمنه. وفي ظل التحديات الكبيرة والتحولات والتغير المناخي يأتي المنتدى لهذا العام لفتح المجال أمام القادة والسياسيين والاقتصاديين وأصحاب الأعمال والرياديين للتلاقي في مكان واحد و في فضاء زماني ومكاني يبعث على الإلهام لتجاوز التحديات والصعوبات بهدف التباحث وتبادل الخبرات والمعارف ونقل التكنولوجيا وطرح ما يمكن من حلول مناسبة.
ذلك أن واقع الحال في المنطقة والإقليم والعالم أجمع يحتاج إلى مثل هذه الفرصة؛ حيث أن الأحداث والوقائع والظواهر الناجمة عن الحروب والكوارث وتغير المناخ وغيرها كلها تشكل تحديات عالمية مشتركة جعلت طاولة منتدى دافوس (١٧) لعام ٢٠١٩ تعج بالعديد مما يمكن طرحه ومداولته ومناقشته بهدف البحث عن الحلول السياسية والاقتصادية والاجتماعية الناجعة للطارىء من هذه القضايا المتزاحمة والمتزامنة من حيث الأهمية، فالحاجة ماسة لتجاوز ما أمكن منها و في الوقت المناسب.
لقد جاء إنعقاد هذا المنتدى لهذا العام نيسان ٢٠١٩ في أخفض بقعة من العالم البحر الميت ليكون تظاهرة سياسية اقتصادية وفرصة مهمة خص بها مؤسس هذا المنتدى كلاوس شوارب الأردن نافذة نطل بها على العالم الحديث المتسارع في التطور والذي لم يعد من الممكن البقاء في عزلة عما يجري فيه من نمو وتطور في كافة المجالات والتخصصات والميادين التي تشكل أدوات الدخول لعصر الثورة الصناعية الرابعة في وقت تشهد فيه المنطقة والإقليم ظروفا غاية في الدقة والحساسية.
يشكل المنتدى اليوم تظاهرة اقتصادية سياسية أصبحت عرفا وعادة سنوية تعطي المجال لتسويق ما يمكن والاستفادة مما يمكن في الوقت ذاته بحكم الخبرات والتجارب وما يقدم أصحاب الأعمال في فعاليات هذا المنتدى.
وبالنسبة لنا في الأردن فالأمر اليوم برسم المعنيين من المشتغلين في رسم معالم الاقتصاد والسياسة على حد سواء وأيضاً أمام المستثمرين والقطاع الخاص فرصة كبيرة للاستفادة مما يقدم ويعرض.
إنعقاد المنتدى للمرة العاشرة في الأردن له دلالاته إذن هي فرصة وحاجة ماسة لتقييم كيفية الاستفادة من هذه التظاهرة الاقتصادية والسياسية السنوية المهمة للأردن وكيفية استثمارها وتوجيهها نحو التنمية الشاملة لكافة المجالات.
لقد وضع عقد هذا المنتدى هنا في البحر الميت الأردن على الخارطة العالمية إقتصاديا وسياسياً بلا شك، وأنا هنا لا أتحدث عن التقييم بقصد جدوى انعقاد هذا الملتقى الكبير والمهم الذي تتمنى دول عديدة أن يعقد في رحابها.
لكنني أقول أن على الجهات المعنية في القطاعين العام والخاص ومن يخطط ويضع السياسات الاقتصادية والاجتماعية أن يعكس ما يتمخض من هذه التجربة في البرامج والخطط المستقبلية كما أن على المجلس الاقتصادي والاجتماعي دوراً مهماً لما قد ينعكس بشكل إيجابي على الاقتصاد الوطني.
لم يعد من المقبول أن نهدر الفرص كافة و الاستثمارية منها والتي تتاح أمامنا بالعدد الكبير والمهم من الشركات والمؤسسات العالمية التي تحضر فعاليات منتدى دافوس السنوي
.
جلالة الملك حفظه الله يولي أهمية كبيرة لهذا الملتقى فيبحث عن الفرص الاستثمارية للأردن ونجد إصرارا واضحا لجلالته على أن لا يفوت مجالا إلا ويكون أول الحضور ذلك لأن جلالته يدرك مدى الأهمية البالغة لذلك على الإقتصاد الوطني فيما إذا استطعنا الاستفادة من هذه التظاهرة الاقتصادية السياسية السنوية.
الكرة في مرمى الحكومة والمعنيين اليوم بأن تجعل المواطن أكثر إيجابية وثقة تجاه المؤتمرات والندوات وورش العمل بحيث تنعكس بشكل مباشر يلمسه المواطن والمستثمر والباحث والطالب وكل من ينشد المعرفة العلمية.