الأردن يحتل مرتبة عليا في الظواهر السياسية
د. محمد كامل القرعان
07-04-2019 11:57 AM
قبل نحو مائة عام تقريبا، تم تأسيس أمارة شرق الاردن، اثر نتاجات ثورة شعبية تاريخية شرعية قومية انسانية تفجرت بقيادة الشريف الهاشمي الحسين بن علي وهي الثورة العربية الكبرى.
ورغم أن الامارة كانت مدعومة بقناعة ثورة اردنية عربية كبرى شرعية شعبية ودولية جاءت لتنهي عهدة حكم اعتى انظمة حاكمة بالمنطقة، وكانت علاقات الشريف حسين طيبة مع العالم، كان مؤمن بان هذه الامارة أسست لتبقى وتكبر بإرادة الشعب الثائر وبامكانات مادية ضعيفة.
وقد حملت الثورة العربية الكبرى في ثناياها من الخصائص والميزات التي جعلتها تحتل ، مرتبة عليا في الظواهر السياسية والثورات الكبرى في العالم. لتخطف الأضواء التي كانت مسلطة على الثورات الأخرى، الثورة الفرنسية وغيرها. ولعل قيمة انتصارها تكمن في البعد الفكري والقيادي والشعبي والشرعي إضافة إلى أن قيادة الثورة وبنفس الإرادة التي استطاعت بها أن تسقط انظمة منفردة بالقوة في العالم تمكنت في كسب التأييد والتمسك بالثوابت والقيم ، والالتفاف حول القيادة الهاشمية والقضاء على اي حركات يمكن ان تسعى لتشويه صورة الامارة وإفشال مستقبلها . وبقيت كذلك حتى اعلان المملكة الاردنية الهاشمية
ومنذ اللحظة الأولى لعهد المملكة ، فقد استشعر الهاشميون تأثيرها في المنطقة والعالم ، فجنّدت بإمكاناتها لهذا الهدف ، ظنا منهم أنها الفرصة المواتية لبسط نفوذها وسيطرتها الكاملة على حدودها وثرواتها ، والسير بهذا الإنجاز العظيم ، يدا بيد مع الشعب ، ولكنهم واجهوا التحديات لا مجال لذكرها الان ، واستمرت المملكة الاردنية الهاشمية بعد الحروب والتحديات والازمات بالبناء وتعزيز القدرات والتطور باتجاه الرخاء ، رغم الضغوطات السياسية الذي توافق مع أهداف اسرائيل التوسعية وتصفية القضية الفلسطينية وعلى حساب الاردن تزامنا مع الضغوطات الامريكية والمؤيدة (لصفقة القرن) والصهيونية العالمية .
ورغم التحديات وصعوباتها ، تتضح عظمة هذا البلد وحكمة قيادته ونتائجها اليوم بقيادة الملك عبدالله الثاني والتفاف الاردنيين من حولهة ، من خلال هذا الزخم الكبير المتواصل في النمو والتطور على شتى المستويات السياسية والاقتصادية والعسكرية والحفاظ على القيم والمبادئ والأهداف التي انطلقت من أجلها الثورة العربية الكبرى ووفق المبادىء والثوابت التي تراعي القضايا الداخلية والخارجية ، ووقف الاردن ومازال ، وقفات مشرفة بطلة بجانب القضية الام قضية فلسطين الى جانب قضايا الامة العربية ، وجعل من محور العقلانية والحكمة ضد التحديات وتطويعها لانجاز منهجا ثابتا نحو المزيد من للأمل والعطاء ، كما وقف الاردن ضد في وجه كل أشكال الإرهاب وعلى رأسه عصابة داعش الارهابية وكل اشكال التطرف والغلو والتشدد ، وساند ودعم اشقائه في العراق وفي سوريا في حربهما العادلة والمصيرية ضد أبشع مخلوقات الأرض الإجرامية (داعش) ومن يقف معها الى جانب حماية حدوده الاطول مواجه مع حدود البلدين.
كما حققت المملكة انجازات سياسية واقتصادية كبيرة على مدى مسيرتها الحافلة ، واستطاع الاردن ان يحافظ على استقراره وسط هذه الكرة الملتهبة وامام تجاوز الازمات المالية والاقتصادية العالمية، رغم تخلي العديد من الدول في مساندة الاردن وتحمله المسؤولية الاخلاقية باستضافة اشقاء لاجئين لاكثر من 20 •/• نسبة لسكانه ، وما اثر ذلك من اعباء امنية واقتصادية لا تخف على احد . وحافظت الدولة على قدراتها في هذا المجال مع الانفتاح في العلاقات التجارية والاقتصادية والدبلوماسية مع عدد من دول جوار التي ستفتح افاق واسعة على مستقبل البلد ، ويمنح الاردن مزيدا من التوازن والاستقرار وطمأنينة باتجاه المستقبل وتحقيق السلام العادل للاشقاء في فلسطين والعراق وسوريا.