ترتكز تساؤلات الساحة العربية في هذه الايام حول عودة الربيع العربي كموجة ثاتية وذلك بعد موجته الاولى عام 2010 وما تلاها، والتي اخذت في طريقها انظمة في تونس ومصر ولييا، الا انها اخفقت بالاطاحة بالنظام في سوريا ونشبت حرب عصابات وهروب لاجئين من ديارهم وما زالت تراوح او معلقة رغم الهدوء على الساحة..
البدايات في الموجة الثانية هذه جاءت من السودان على خلفية الفساد وضنك العيش والغلاء وضعف القدرة الشرائية بالنسبة للشعب وازمة اقتصاية مزمنة اصبحت متفاقمة بالنسبة للدولة السودانية.
الا ان اوار هذا الربيع تصاعد مع حديث التجديد او اعادة انتخاب بوتفليقة وما يرافق ذلك من فساد ، وسرعان ما خرج الشعب غاضب من اعادة انتخاب رجل مقعد يلازم فراشة ، وكان للناس ما ارادوا بتدخل الجيش والامر باتخاذ اجراءات اعفاء الرئيس حيث قدم استقالته ، وما زال الشعب في الميادين مطالبين باعتقال وابعاد رموز النظام السابق..
هنا نلاحظ اختلاف في المنهج والمواجهة بين الموجة الاول والثانية بان جموع الناس تخرج بكثافة وانضباط، ويجري التعامل معها ببعض الحكمة دون تضحيات وتهور.
وكأني بالعقل الباطن للناس اخذ من تجارب ما سبق ، وادرك مسارب واليات تحقيق اهدافه دون فوضى وباقل ضوضاء ، وكذلك السلطات الحاكمة بالمقابل اتعضت ومارست ضبط النفس وحاولت المعالجة المتدرجة..
تقارير المراقبين والمحللين تشير الى ان هذه الموجة سوف تتصاعد وتاخذ انظمة اخرى مع دخول الربيع واجوائه المريحة ، وما يراه ويشاهده من انجازات في الجزائر سيما مع تجاوب الجيش وبقاء الشعب في الميادين .
الا ان قواسم مشتركة تبقى قائمة بين الموجة الاول والثانية هي من تثور الناس وتخرجهم ، تتمثل في المضامين وما يختزنه العقل الباطن من الالم والظلم وتحديدا في الفساد والاستبداد وضنك العيش..
من اجل ذلك سنشهد ربيعا ساخنا مع الربيع واجوائه المريحه ومراوحة الفساد والاستبداد وضنك العيش..
drmjumian7@gmail.com