موسم دافوس: الهجرة إلى البحر الميت
د.مهند مبيضين
07-04-2019 01:06 AM
عشر دورات، وربما عشر سنوات أو أكثر مع تقطع زمني محدود على استضافة الأردن لمنتدى دافوس، وهو جهد يحسب لجلالة الملك عبدالله الثاني، وهو سبق اردني، تحاول دول عربية اليوم تقليده والسعي إليه وجلب دافوس لينعقد فيها، وهذا أمر طيب، أن يتنافس الناس في المصالح لأوطانهم.
المهم ان دافوس في البحر الميت، كان وما يزال يُمثل رمزية مهمة، فدولة بسيطة مثل الأردن تنجح في تنظيمة واستضافته غير مرة، وتجلب كبار المشاركين للمشاركة به، ويزور القادة ورجال الأعمال في بلدنا في ظاهرة سنوية متميزة، يغلب عليها التفكير بالتنمية والاقتصاد، لكنها تنمية لم تُحدث المطلوب في منطقة المنتدى نفسه.
اقليم الأغوار هو من أكثر المناطق غياباً للتنمية، وبخاصة في الخدمات، ففي محيط المنتدى لا يوجد مركز علاجي متخصص ومعتمد عالمياً طبياً من جامعة متخصصة لعلاج امراض الجلد التي تشكل مياه البحر الميت واملاحه نقطة جذب للأوروبيين للإفادة منها، كما لا يوجد مركز طبي متقدم في الطوارئ قرب الفنادق، فإذا ما اصيب احد من السياح لا سبيل له إلا الذهاب لعمان. والمولات والخدمات الترفيهية ما زالت لا تملك الميزة التنافسية ولم تحدث تغييراً يذكر في حياة قاطني المنطقة.
كان يمكن تسويق المنطقة بميزاتها السياحية العلاجية ومشتى، ولكن ذلك لم يتم بالشكل المطلوب، صحيح أن الفنادق أقيمت، لكن هذا لا يكفي، ولا يخلق ديمومة وربحا مغريا لرأس المال.
وإذا ما أخذنا قرب منطقة المغطس برمزيتها الدينية، وقربها من منطقة البحر الميت والفنادق، يتأكد لنا البؤس الذي حققناه نحن من طرفنا في العجز عن خلق اقليم تنموي ثري، عماده جلب الاستثمار المنتج وخدمات السياحة الدينية والاستشفاء.
يطلب الأصدقاء المغتربون، أن نأتي لهم بطين البحر الميت، ويأتي البعض لقضاء ليال عدة، لكي يعالج بعض أمراضه الجلدية هناك، ولكن لا شيء يُغري الزوار للإقامة الطويلة هناك.
لماذا أخفقت حكومات في البناء على الجهد الملكي الذي جاء بدافوس؟ لماذا ما زالت الخدمات الصحية بائسة، ولماذا الترفيه بالنسبة للاطفال محدد بمكان أو مكانيين فيهما العاب مائية وبسعر مقبول للجميع، لما لا يكون هناك «ديزني» البحر الميت؟ لماذا تفوقت مناطق أقل من منطقتنا جذباً وبيئة وميزات طبيعية، فيما نحن ما زالنا نفكر فقط في جلب الضرائب والجباية من الاستثمار؟
للأسف الاجابة على ذلك كله، لا تعني إلا العجز في التفكير المبدع لدى المعنيين في السياحة والتخطيط ودعاة جلب الاستثمار وترويج السياحة. وتأكيد ذلك أن الأردنيين هم النسبة الأكبر في الاستثمار في قطاع العقار في دولة الإمارات، وهم اليوم يهاجرون لتركيا بكثافة، فلماذا لا توطن الاموال في بلدنا، ولماذا لا نهاجر إلى البحر الميت؟
الدستور