من أخفض بقعة في العالم من البحر الميت يظهر إلينا جلالة الملك عبدالله الثاني ابن الحسين المعظم بهمة عالية ، وأفكار ريادية جديدة تهم المنطقة برمتها ، يوجهها إلى ألف مشارك يمثلون خمسون دولة في العالم بكلمة رئيسية في منتدى الاقتصاد العالمي حول الشرق الأوسط وشمال أفريقيا دافوس10، أستطاع جلالته أن يربط بذكاء وحكمة أولوياته في القطاعات الاقتصادية للارتقاء بحياة المواطن الاقتصادية ، والمعرفية لتوفير آفاق واعدة في النمو للاقتصاد الأردني والعالمي .. أذ بعد مؤتمر لندن وما طرح الأردن من فرص وحلول مشتركة للتعاون الاقتصادي العالمي ودفع عجلة التنمية يعود جلالته ليذكرنا اليوم بوجوب الاستعداد للثورة الصناعية الرابعة لأننا كدول متحضرة وغير متحضرة علينا الاستعداد جيداً ، لأنها ستغير شكل العالم والمجتمعات لأن من لدية القدرة على التنافس مستقبلاً بطبيعة الحال هو من سينجح .
وبالرغم من حال الاقتصاد الأردني الذي وصفه جلالته بأنه وأعد ومنيع ، إلا أن جلالته ناشد المجتمع الدولى من خلال دافوس ، أن الشعوب في هذه المنطقة بحاجة إلى دعم الشركات القوية والكبيرة والمتوسطة الحجم ، حيث تحمل الأردن كثيراً جراء اللجوء السوري وغيره من الأزمات التي عصفت بالمنطقة في الآونة الأخيرة مما حملنا الكثير ، وعلى المجتمع الدولي أن يحمل معنا هذا الحمل الإنساني الثقيل الذي ألقى بظلاله على المنطقة .
ومن جديد ينتصر جلالته للموارد البشرية الأردنية ، وهي من أهم الموارد في المنطقة ، وبالرغم من أن شبابنا يمثلون مجموعه من المواهب المحفزة في الريادة والابتكار ، والتعليم المدمج والمفتوح ومنفتحون على العالم ويتقنون اللغات واستخدام تطبيقات التكنولوجيا ، ولديهم الجلد في إحداث تغيير في أي مواقع يشغلونها ، ألا أنهم بحاجة الى شراكة حقيقية من أجل تحفيز هذه الريادة ، وانه أذا ما تم خلق فرص جديدة لهذه الموارد فأن هوة التحديات سوف تكبر لان التحديات التي تواجه بلدنا ليست مشاكل بل فرص للتعاون وبناء شراكات حقيقية مع المجتمع الدولي من الناحية الاقتصادية الإنسانية .
أما النشمية ألأردنية فهي الحاضر دائماً في ذهن جلالته ، وفي كل المحافل ولم تغب يوماً عن أفكاره ويجب تهيئة ظروف العيش الكريم لها لأنها تعتبر هدف رئيسي من أهداف التنمية والركيزة الأساسية في بناء المجتمعات وهي جزء مهم من مستقبلنا الاقتصادي .
وختم جلالته بترويج الأردن سياحياً أمام الحضور برؤيته الشاملة ، بالتركيز على موقع الأردن كبلد له مكانته ، ومستقر سياسياً وعلاقاته ايجابية على مستوى العالم ، وأن قطاع السياحة كقطاع مهم ضمن قطاعات خدمية ومهنية واعده تساهم في خلق فرص أكثر للشباب ، وهو في تطور ملحوظ بفضل زوار الأردن المضياف والآمن .
وفي النهاية لابد من الوقوف عند أمر مهم أن جلالة الملك بحنكته المعهودة من خلال دافوس 10جعلنا نستكشف ذاتنا بالبداية قبل أن نكشف أنفسنا للعالم .