ما يجب أن تعنيه حماس في ميزان النظام الرسمي العربي
فتح رضوان
05-04-2019 11:01 AM
حتى أعتى الصهاينة لا يستطيع أن يتجاوز الحقائق حتى لو كان في مقام تقييم أعتى الأعداء.
أنا هنا أتقمص دور سياسي عربي يريد أن يقيّم ظاهرة أو حركة مقاومة أو منظمة لا يهم ولكن دعونا نحلق على ارتفاع منخفض لنعصف أذهاننا بما تعنيه حركة المقاومة الإسلامية حماس على الساحة العربية والفلسطينية ولا سيما أننا على أعتاب ما أسموه صفقة القرن.
هل تشكل حماس خطرا على أي نظام عربي، حتما لا والدليل على ذلك العلاقة المميزة مع مصر، فالنظام العربي المصري وإن كان يتعامل مع حماس في النطاق الأمني، إلا أن الحركة تعطيه مساحة مناورة جيدة أمام العالم وإسرائيل وهنا برزت عبقرية الحركة في القدرة على التعامل مع نظام عربي محسوب على محور الاعتدال العربي ومتصالح مع إسرائيل وهذا في الحقيقة يغلق أي مساحة مناورة لأي نظام عربي لاستعداء حماس، فهي حركة مقبولة على طاولة المفاوضات غير المباشرة مع إسرائيل وبالتالي فالحركة هي الورقة العربية الرابحة الوحيدة في التو واللحظة ويجب أن تعني ذلك لأي نظام عربي ولذلك لماذا لا تكون الحركة ممثلة بمكاتب تمثيل سياسي لدى كل الدول العربية.
نأتي الى ميزة عبقرية أخرى لدى الحركة وهي قدرتها على تجاوز الحزبي لصالح الوطني، وهذه الميزة في الحقيقة ميزت حماس عن حركات الإسلام السياسي إن جاز التعبير في العالم العربي مجتمعا والمتهمة في معظمها بتقديم الحزبي على الوطني سواء صح الاتهام أم لم يصح.
لم تقف الحركة عند هذا الحد بل ورغم عقيدتها الصلبة في تحرير كامل التراب الفلسطيني فإنها أعطت النظام الرسمي العربي مساحة القبول والتجاوب مع كل القرارات الدولية والأممية فيما يتعلق بإنهاء الصراع العربي الإسرائيلي فماذا بقي على حماس أن تقدم أكثر وما هو مطلوب منها عربيا وهي لا تتجاوز أي قانون دولي أو إنساني في مقاومة الاحتلال ولم يثبت أن أي نظام عربي قدم بديلا عنها أثبت أي جدوى مع الاحتلال الإسرائيلي.
اذا هذه الحركة هي حالة مقاومة وطنية فلسطينية لاحتلال غاشم ينتهك البشر والشجر والحجر بل وحتى يتجاوز اتفاقات الصلح الموقعة مع كل من مصر والأردن ويريد أن يفرض واقعا يرفضه الصيني والأوروبي قبل العربي.
في الخلاصة ليس هناك ما يمنع عربيا من انفتاح كامل مع حركة الحماس التي تقبل كل الأراء وتتعامل مع كل الطروحات التي يتفق عليها غير العربي قبل العربي ومعظم أنظمة ودول العالم، وليس هناك ما يمنع من فتح كل الأبواب أمام الحركة ما لم نكن نريد أن نكون صهاينة أكثر من الصهاينة أنفسهم وبالتالي سنضرهم ولن ننفعهم وإذا كنّا نحسب حسابا لغضب أمريكا فها هي أمريكا ذاتها تفاوض طالبان وهي ألد أعدائها عن طريق دولة عربية شقيقة وهي قطر التي اثبتت اقتدارا وسياسة فاقت قدرة وذكاء ومرونة معظم دولنا العربية صغيرها وكبيرها.