في الأخبار أن الممثل الكوميدي فولوديمير زيلينسكي تصدر نتائج الجولة الأولى من الانتخابات الرئاسية في أوكرانيا وقد يصبح رئيسا.
لا عجب فقد سبقه كثيرون منهم الممثل الكوميدي جيمي موراليس، الذي سبق وفاز بانتخابات غواتيمالا ولا ننسى الرئيس الأميركي الراحل رونالد ريغان فقد كان ممثلا .
والرئيس الكرواتي السابق، إيفو يغوسيبوفيتش، الذي حكم بين 2010 و2015، كان امتهن لفترة التلحين والموسيقى،.وأصبح عازف الدي جي السابق، أندريه راجولينا، الذي وصل إلى قمة السلطة في مدغشقر أصغر رئيس بالقارة الإفريقية. وبدأ رئيس الوزراء الإيطالي الشهير، سيلفيو برلسكوني، حياته المهنية بالعمل مطربا على متن السفن السياحية مع أحد أصدقائه.
وفي عوالم الرئاسة، مع الإحترام للعوالم وهو اللقب الذي كان يطلق على الراقصات والفنانات في القرن الماضي هناك كثير من الفنانين تقلدوا الرئاسة في بلدانهم عبر صناديق الانتخاب .
لا يجب أن نغفل هنا الدور الكبير للعوالم في السياسة، هذا على الأقل ما جادت به الكتب والمذكرات خلال حقبة من الزمن , وما كان ينقص هو أن يحكم بعضهن مباشرة وليس من وراء ستار .
المهم هذه موجة جديدة من السخرية تعود الى عالم اليوم، فالسخرية من الأوضاع تحكم صناديق الاقتراع، على رأي المثل الذي يقول « هيك مضبطة بدها هيك ختم «لكن قد لا يكون هذا المثل صحيحا فكثير ممن جاؤوا الى سدة الحكم من مهن مثل التمثيل والغناء برعوا , ولا يجب أن نزيل من أذهاننا الصورة التي تجري وفقها أهم انتخابات في العالم حيث يستعين المرشحون للرئاسة الأميركية مثلا بالمطربين والراقصين والراقصات في الدعاية الإنتخابية، ورأينا كيف تناقلت عدسات الكاميرا الرئيس الحالي للولايات المتحدة الأميركية دونالد ترمب وهو يتوسط فتيات تعرٍ.
يبدو أن الرئيس المقبل لأوكرانيا والذي حصد أكثر من نصف الأصوات « إستحلى» اللعبة «فقد يصبح الرجل الذي تقتصر خبرته السياسية على تأدية دور رئيس جمهورية في مسلسل رئيسا وسينقل تجربته في المسلسل الى الواقع فجرب خوض الإنتخابات ربما لم يدر في خلده أو هو لم يتصور أن اللعبة ستصبح حقيقة وسيكون رئيسا.
كثير من الزعماء أو رؤساء الحكومات في عالم اليوم لا يحتاجون الى خبرة في التمثيل وليس بالضرورة أن يتمتعوا بخبرات في السينما هم ممثلون بطبيعتهم يعيشون الدور بكل براعة.
خذ مثلا الرئيس الأميركي ترمب ما أن يخرج من مسلسل حتى يحظى ببطولة فيلم جديد كذلك بنيامين نتنياهو، أما عن الزعماء العرب فحدث ولا حرج.
أتخيل هذا الرئيس أو ذاك، وقبل أن يخرج من منزله صباحا يقف أمام المرآة ليقنع نفسه بأنه رئيس وربما يقوم بعمل بروفات، كيف سينظر وكيف سيلقي خطابا وكيف سيمشي ويجلس ويأكل حتى أنه يبتكر مشاهد وسيناريوهات لقراراته وكأنه يعيش في مسلسل ممتد الى نهاية ولايته.
لا بأس هذا عالم من الكوميديا الصاخبة، ولا عجب إذ نراها في العالم الافتراضي كما هي في الحقيقة.
الرأي