سمعة الاقتصاديين على المحك
محمد عاكف الزعبي
03-04-2019 12:57 PM
تلقى الاقتصاديون حول العالم صفعة قوية عندما فشلوا بالتنبؤ في الازمة المالية العالمية التي هزت اركان الاقتصاد العالمي قبل نحو 10 سنوات.
وقد توالت الصفعات امام كم كبير من الاسئلة لا يزال اغلبها عالقا بانتظار اجابات من اقتصاديين يبدوا ان نماذجهم قد فقدت صلاحيتها اما ظروف استثنائية لم يعرف العالم مثيلا لها قبل العام 2009 مثل اسعار الفوائد السالبة وبرامج التيسير الكمي واستجابة التضخم الضعيفة للنمو الاقتصادي.
التباطؤ الاقتصادي الذي يضرب اوروبا، عاد ليذكرنا بعمق الازمة التي تواجه الاقتصاديين. اذ ان ادواتهم لم تتمكن من التقاط اشارات هذا التباطؤ، واسوء من ذلك انها كانت تؤشر الى العكس.
فقبل عام فقط كان الاقتصاديون يهللون لما اعتبروه حينها "ارهاصات" تعافي الاقتصاد الاوروبي.
الواضح، والوضع كذلك، ان النماذج الاقتصادية التي قامت على فرضيات مبسطة اسبغت على سلوكيات البشر صفة العقلانية وافترضت خضوع جميع المتغيرات الاقتصادية للتوزيع الطبيعي واهملت جميع النقاط على خارطة الدورة الاقتصادية باستثناء نقطة التوازن (Equilibrium point)، قد فقدت قدرتها على التنبؤ بالمستقبل. الامر الذي يضع سمعة الاقتصاد والاقتصادينن على المحك.
ومن اجل اعادة الاعتبار لمهنتهم، التي فقدت رصيدا كبيرا من مصداقيتها خلال العقد الاخير، ينبغي على الاقتصاديين مراجعة واعادة بناء ادواتهم باستخدام مقاربة جديدة اساسها الانفتاح على العلوم الاخرى، مثل العلوم السلوكية ونظريات الالعاب (Game theories) والذكاء الاصطناعي، من دون الافراط بالاعتماد على التقنيات الرياضية التقليدية التي تقدم الشكل على المضمون وتغلِّب الاعتبارات الاحصائية على فعالية النماذج وقدرتها على التنبؤ بالمستقبل.
الخطر حقيقي. والتقاعس والتمسك الاعمى بادبيات الاقتصاد وتقاليده الموروثة قد يؤدي بالاقتصاد الى الانقراض. ينبغي على الاقتصاديين ان يخرجوا من صندوق النظريات والقواعد الصارمة الى العالم الحقيقي.
هذه المقالة مستوحاة من الاقتصادي الدكتور محمد العريان الذي كتب مؤخرا يدعو الاقتصاديين الى الانفتاح على العلوم الاخرى او ما سماه interdisciplinary approach مسلطا الضوء على عيوب النظريات الاقتصادية. الامانة العلمية اقتضت التنويه.