قراءة في جائزة "مصباح السلام" لجلالة الملك عبدالله الثاني ابن الحسين
العقيد المهندس عارف الطراونه
02-04-2019 04:29 PM
في التاسع والعشرين من آذار الماضي 2019 تسلم جلالة الملك عبدالله الثاني ابن الحسين جائزة " مصباح السلام " الايطالية تقديراً لجهود جلالته الحثيثة في مجال الفكر الديني ومحاربة الارهاب والتطرف ، ودور جلالته حفظه الله بإ حياء وتعميم السلام في العالم ، ودور جلالته في التقريب بين الأديان على أسس الإحترام المتبادل والحرية الدينية والتآخي وتحقيق الوئام بين المذاهب الإسلامية وبين اتباع الدين الإسلامي وباقي الأديان في العالم في اطار من العدل والسلام موضحاً جلالته أن التعاليم الإسلامية السامية والنبيلة تشدد على نبذ العنف والتطرف وتحض على السلام والتسامح ونشر المحبة بين الناس واحترام المعتقدات الدينية وأن الفكر التكفيري هو الفكر الظلامي الذي يحث على العنف والقتل وتشويه الصورة الحقيقية للاسلام .
لقد حرص جلالته ومنذ أن تسلم سلطاته الدستورية على توضيح صورة الاسلام السمحة والمشرقة والوسطية في كافة المحافل والمنابر الدولية خصوصا في ظل محاولات التشويه الذي يتعرض له الدين الحنيف من قبل أصحاب الفكر الإرهابي المتطرف .
لقد دأب جلالته على ارساء قواعد المحبة والسلام في العالم وفي المنطقة بشكل خاص وبين اتباع الديانات السماوية كافة من خلال المبادرات التي اطلقها صاحب الجلالة الهاشمية في رسالة عمان وكلمة سواء والتي بينت للعالم حقيقة الاسلام دين القيم والأخلاق والتسامح ، ورسالة عمان التي اطلقها جلالته في السنوات الاولى من تسلم جلالته سلطاته الدستورية تؤكد حرص واهتمام جلالته على تحقيق التنمية الشّاملة التي تقوم على العناية المتوازنة بالجوانب الروحيّة، والاقتصاديّة ، والاجتماعيّة، والاهتمام بحقوق الإنسان، وحريّاته الأساسيّة، وتأكيد حقّه في الحياة والكرامة، والأمن، وضمان حاجاته الأساسيّة، وإدارة شؤون المجتمعات وفق مبادئ العدل، والشورى.
وتعيد رسالة عمان وفق هذا المقصد تأسيس المنهج الهاشمي المعاصر في الوسطية، باعتبارها أحد المبادئ السياسية، والاجتماعية التي يمارسها الهاشميون في حماية الإسلام، وإعادة تعريف الناس به، وهذه الحكمة تنبع قيمتها من حجم التطرف الذي يحتل مساحات واسعة داخل بعض التيارات الإسلامية ولدى الأديان الأخرى .
ان دور الهاشميين تجلى وعظم على مد التاريخ ، في رعايتهم لمبادىء الاسلام وتعزيز القيم العربية ، واهتمامهم الدائم بالعلاقات بين الإسلام وأتباعه والمسيحية وأتباعها في رحاب العروبة وعلى ثرى الأردن .
لقد عمل الأردن بقيادة جلالته على جعل الحوار بين الأديان والتفاهم بين أتباعها واحدة من اولوياته ، كما عمل ولا يزال يعمل على تكريس قيم التعايش والتفاهم المشترك بين أبنائه ومواطنيه ، فعاشوا على أرضه ضمن منظومة قيم المودة والتعاطف والتراحم ، انطلاقاً من مفهوم الأسرة الأردنية الواحدة التي رعاها الهاشميون بما يمثلون من إلتزام بمبادىء الإسلام وقيم العروبة ، واستطاع تعميق هذا النموذج حتى أضحى نموذجاً عالمياً يشار اليه في كل المحافل والمناسبات .