facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




نتائج الانتخابات البلدية التركية ودلالاتها


اللواء المتقاعد مروان العمد
02-04-2019 02:01 PM

منذ أن اقترب موعد الانتخابات البلدية التركية شمر الرئيس رجب طيب اردوغان عن ساعديه وانطلق بكل قوته يحاول دعم حزبه العدالة والتنمية في هذه الانتخابات.

فهو لم يترك مناسبة أو حادثة إلا واستغلها ليظهر شخصيته وقوته وقوة تركيا ومكانتها وهي تحت حكم حزبه في سبيل حشد المؤيدين والمناصرين حوله. فهو زاد من تدخل قواته في سورية ودفعها إلى داخل عمق منطقة إدلب بحجة محاربة الإرهاب وحماية الشعب التركي منه ويقصد بذلك بصفة أساسية قوات سورية الديمقراطية باعتبارها من وجهة نظره حليفة لحزب العمال الكردستاني. كما تعاون مع روسيا بعملية قصف جوي لمواقع تنظيم القاعدة في إدلب باعتباره تنظيم إرهابي في حين أنه وضع تنظيم النصرة الإرهابي تحت جناحيه. كما استفاد من مذبحة نيوزيلاندا وأظهر نفسه بأنه الوحيد الذي يدافع عن المسلمين في العالم.

وكانت مواقفه بالنسبة لأحداث قطاع غزة لا تقل عن ذلك حيث كان يلقي الخطابات الحماسية في مهرجانات خطابية تجمع أعداداً غفيرة من مناصري حزبه ويقوم خلالها بمحاولة إلهاب عواطف الجماهير التركية الدينية وبنفس الوقت القومية العثمانية. حتى إنه أثار بهذا الوقت موضوع كاتدرائية آيا صوفيا الأرثوذكسية الشرقية والتي حولها محمد الفاتح إلى مسجد عند استيلائه على القسطنطينية (إسطنبول) قبل أن تتحول في العهد الأتاتوركي وفي عام ١٩٣٥ إلى متحف ديني حيث أعلن في إحدى مهرجاناته الانتخابية عن عزمه تحويلها إلى مسجد من جديد. ولم ينسَ خلال ذلك مهاجمة خصومه من الأحزاب التركية الأخرى ووصفهم بالعلمانية أو الإرهاب ناهيك عن زج العديد من قيادات هذه الأحزاب بالسجن وقيامه بإغلاق العديد من أجهزة الإعلام التركية المعارضة له بعد اتهامها بالمشاركة بالمحاولة الانقلابية التي جرت ضده والزج بالكثيرين من معارضيه في السجن بنفس التهمة. وقال إنه يعتبر هذه الانتخابات أهم انتخابات في تاريخ تركيا مع أنها ليست سوى انتخابات بلدية. وهو في ذلك كان يسعى لتحقيق فوز كاسح لحزبه ليزيد من سيطرته على مفاصل الحياة في تركيا قبل أن ينتقل إلى استحقاق الانتخابات التشريعة والرئاسية القادمة.

وبتاريخ ٣١ / ٣ / ٢٠١٩ جرت هذه الانتخابات والتي ينظر إليها على أنها تصويت على حكم أردوغان وكانت نتائجها صادمة له ولحزبه بالرغم من أن تحالف حزبه مع حزب الحركة القومية اليميني برئاسة دولت بهجلي قد فاز بنسبة تزيد على واحد وخمسين في المئة من مجمل أصوات الناخبين وهي نسبة قريبة من التي حصل عليها هذا التحالف في الانتخابات التشريعية الماضية.

وسبب كونها صادمة لأنه كان يتوقع أن يكتسح تحالف حزبه الانتخابات ويسيطر على معظم البلديات وأهمها، ويحصل على نسبة كبيرة من الأصوات.

والسبب الثاني هو أن تحالفه خسر رئاسة بلديات أكبر وأهم المدن التركية ومنها العاصمة أنقرة وبلدية أزمير ومرسين وأنطاليا وأضنة ومعهما إسطنبول مركز ثقل أردوغان والمكان الذي انطلق منه منذ أن كان رئيساً لبلديتها في الفترة من عام ١٩٩٤ وحتى عام ١٩٩٨ والتي ظلت تحت سيطرة حزب العدالة والتنمية منذ ذلك الوقت وحتى هذه الانتخابات حيث نجح فيها مرشح حزب الشعب الجمهوري المعارض.

صحيح أن بعض مواقع أحزاب المعارضة قد وقعت تحت سيطرة حزب أردوغان وخاصة في المناطق الكردية المعروف عنها أنها منطقة نفوذ حزب الشعوب الديمقراطي الكردي نتيجة للضربات التي تعرض لها هذا الحزب. وصحيح أن تحالف أردوغان فاز في المجمل بأكثر من نصف عدد الناخبين بقليل إلا أن هذا الانتصار كان بالنسبة له بطعم الهزيمة لأنه لم يأتِ كما يحب ويشتهى ولأنه أعطى العديد من الدلالات والمؤشرات وأولها أن حزبه لم ينجح بتوسيع قاعدته الانتخابية بالرغم من الإنجازات التي يقول أنه حققها. وأن هذا الحزب فقد موقعه في التجمعات البشرية الكبيرة وأنه حافظ أو عزز قليلا مواقعه في المناطق الريفية وأن ذلك يعود وحسب ما ذكره محللون عديدون إلا أنه أخذت تظهر بين أوساط الشعب التركي وخاصة في المدن حالات من الاستياء من دعم أردوغان لحركات الإخوان المسلمين في الدول العربية وتقديم المساعدات المالية الضخمة لهم وتمكينهم من التمركز والاستثمار داخل تركيا. كما ظهرت حالات من الاستياء على قيامه بدعم عدد من التنظيمات الإرهابية في سورية وتقديمه الدعم المالي لها. كما أن حالة التضخم التي أصبحت تعيش فيها البلاد وانخفاض قيمة الليرة التركية وخسارتها الكثير من قيمتها قد أثر على شعبية أردوغان وعلى حزبه في الأوساط التجارية والاقتصادية.


ولكن هل ذلك يعني نهاية حزب العدالة والتنميه وانحسار نفوذه واضمحلال شعبية أردوغان؟

وردي على ذلك بأنه ليس بالضرورة أن يحصل ذلك وهذا يعود إلى أن نجاح أردوغان بوقت سابق بتعديل الدستور التركي إلى النظام الرئاسي وأن يتم انتخاب الرئيس بطريقة مباشرة من الشعب وتوسيع صلاحيات الرئيس بحيث أصبح هو الذي يعين الوزراء ويقيلهم وهو الذي يعين كبار القضاة والمدعين العامين وكبار قادة القوات المسلحة. وهو الذي عليه أن يوافق على قرارات السلطة التشريعية وهو الذي يقرر فرض حالة الطوارئ في البلاد وهو الذي نجح بتعديل الدستور بحيث يسمح له برآسة حزبه بالإضافة لرئاسة الجمهورية، مما جمع كل السلطات بين يديه. وكما أنه لا يزال يحتفظ بشخصيته والتي تتمتع بكاريزما عالية جداً وخطاب ذو تأثير على الجماهير وخاصة البسطاء منهم والذين ينتشرون في المناطق الريفية والذين سوف يبقون على المدى القريب موالين له. كما أنه وفي حالة إجراء انتخابات رئاسية فإن الناخبين المعارضين له سوف تتوزع أصواتهم على المرشحين الآخرين الذين يمثلون أحزاب المعارضة كلها والتي لا يمكن أن تُجمع على مرشح واحد يمثلها لما بينها من تناقض ونقاط خلاف مما يجعل فرصته أكبر من فرص أي مرشح آخر للفوز بأي انتخابات رئاسية قادمة.


أما بالنسبة للانتخابات التشريعية فإن حزبه لا يزال يمثل أوسع قاعدة انتخابية من بين الأحزاب الأخرى مما سيمكن حزبه من الحصول على أعلى الأصوات وأكثر عدد من الأعضاء في مجلس النواب القادم.
إلا أن ذلك كله مشروطاً بمقدرة أردوغان وحزبه بالمحافظة على نسبة مناصريهم بل زيادتها ونجاحهم بالخروج من الأزمة الاقتصادية التي وقعت فيها تركيا مؤخراً وخاصة أن أردوغان كان قد أخذ على عاتقة تحقيق ذلك. ومشروطاً بنجاحهم بحماية تركيا من الإرهاب مستقبلاً وتعديل سياسة تركيا الخارجية التي كلفت خزينتها أموالا طائلة. علماً أن أمام أردوغان وحزبة أربع سنوات قادمة قبل استحقاق أي انتخابات عامة. وإذا لم يتحقق ذلك في القادم من الأيام فإنه يمكن اعتبار ما حصل في هذه الانتخابات بداية النهاية بالنسبة لأردوغان وحزبه العدالة والتنمية.





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :