القلاب يكتب عن " مقاومة التطبيع " : إلى متى هذه «اللجنة» ؟!
صالح القلاب
10-09-2009 04:47 AM
غير مستبعد وغير مستغرب أن تصل إلى لجنة مقاومة التطبيع تهنئة من أفيغدور ليبرمان على إنجازاتها العظيمة بالتشهير بعدد من الصحافيين الأردنيين لأنهم ترجمة لقرار إعتبار القدس الشريف عاصمة للثقافة العربية ذهبوا وعلى رؤوس الأشهاد لا خلسة ولا تسللا إلى المدينة المقدسة في هذا الشهر الفضيل ليؤكدوا أن المسجد الأقصى وقبة الصخرة المشرفة وكنيسة القيامة أيضا في قلب كل عربي وفي قلب كل أردني .. والله على ما نقول شهيد .
بعد إستيلاء الفرنجة على فلسطين صدرت فتوى قصيرة النظر بإعتبارها ديار كفر لابد من الرحيل عنها إلى ديار الإسلام وحرمت تلك الفتوى القصيرة النظر ، التي لا يشبهها إلا ما تفعله لجنة مقاومة التطبيع هذه التي كلما أحست بسأم البطالة السياسية لجأت إلى إفتعال زوبعة كهذه الزوبعة لتذكير الناس بأنها موجودة وأنها مستمرة في محاربة طواحين الهواء بأسلحة خشبية ، على المسلمين الإقتراب من ديار الكفر هذه أو زيارتها وهذا حصل أيضا عندما بدأت الأندلس تسقط في أيدي أصحاب محاكم التفتيش .
لقد كلفت هذه الفتوى القصيرة النظر صلاح الدين الأيوبي جهودا مضنية لإعادة تأهيل مدن وقرى فلسطين ديموغرافيا ونقل قبائل وعشائر بأكملها من هنا من الأردن لتكون سدا منيعا في مواجهة التوطين الذي لجأ إليه الفرنجة لتغيير هوية البلاد وإعطائها هوية المستعمرين الذين كانت دوافعهم إستعمارية لا علاقة لها لا بالمسيح ولا بتحرير قبر المسيح عليه السلام .
لا يفرح هذا النضال البطولي !! ، الذي تقوم به لجنة مقاومة التطبيع التي تضع نفسها فوق القوانين وفوق الدستور وتلجأ إلى إبتزاز مواطنين أردنيين من المفترض أنهم محميون بهذا الدستور وبهذه القوانين ، إلا ليبرمان ومن هم على شاكلته من رموز اليمين الإسرائيلي المتطرف فهؤلاء مع أن تـمحى القدس من الذاكرة العربية ومن الذاكرة الإسلامية والمسيحية ومع أن لا يبقى في أذهان الناس إلا أنها أورشليم .
الذي يستحق أن يوضع على القائمة السوداء هو الذي بإسم مقاومة التطبيع يحاول منع الأردنيين من أن يصلوا إلى القدس لتعزيز قرار أنها عاصمة الثقافة العربية وهو الذي يلجأ إلى كل هذا التشهير بصحافيين دفعهم حسهم الوطني والقومي إلى القيام بهذه الرحلة المباركة التي يجب أن تتكرر والتي يجب أن تكون أسبوعية إن لم تكن هناك إمكانية لتكون يومية .
ربما لا يعرف فرسان مقاومة التطبيع أن عشرات الألوف من الذين حصلوا على تأشيرات من السفارة الإسرائيلية في عمان لزيارة فلسطين بقوا هناك في الضفة الغربية في مدنهم وقراهم وهذه هو العودة التي نريدها ونطالب بها وهو الرد على الترانسفير الذي يريده اليمين الإسرائيلي ويريد من خلاله تحقيق معادلة : أرض بلا شعب لشعب بلا أرض .
لقد تمادت لجنة مقاومة التطبيع هذه أكثر من اللزوم والمفترض أن القوانين الأردنية تمنع من أن تكون هناك دولة داخل الدولة تفرض توجهاتها وقوانينها على المواطنين الأردنيين .. إن هذه مسألة يجب التوقف عندها بكل جدية فالنقابات المهنية يجب أن تلتزم بكونها جزءا من الدولة الأردنية وبأنه لا يحق لها أن تشكل هكذا لجنة لا هي دستورية ولا قانونية وتطلق يدها في إبتزاز الأردنيين وتهديدهم بهدر دمائهم ووضعهم على القوائم السوداء .
عن الرأي