كتاب عارف العارف والمطبوع في31 آب 1951وتحدث به عن تاريخ القدس من اليوم الذي بناها فيه اليبوسيون (3000ق .م ) الى أواخر عهد الانتداب البريطاني عام (1947م) وعن النكبة التي آلمت بهذه المدينة المقدسة بوجه خاص وبفلسطين بوجه عام من اليوم الاول الذي صدر فيه قرار التقسيم (29تشرين الثاني –نوفمبر-1947) الى اليوم الذي صدر فيه ذلك الجزء.وذكر في كل حادثة من الحوادث التاريخية مسنده الى مصدرها وكل قول من الاقوال المأثورة منسوباً الى قائله. واعتمد الكاتب جهده في بحوثه مناهج الرواة والمؤرخين الذين اتبعوا أهوائهم السياسية ومعتقداتهم المذهبية أما الكاتب أتبع الحيادية فذكر جميع الأمم التي استوطنت المدينة وما فعلته فيها من خير وشر واعتنى عناية خاصة بجميع الأمم ولم يبالي إن كان هذا الطابع ضاراً او نافعاً,وفي نهاية مقدمته قال: اني لست ممن يدعي العصمى ولا أزعم أنني تمكنت من الوصول الى كبد الحقيقة ,وانما خطوة خطوتها على قدر ,وأمنية تركت بقية تحقيقها لمن تولاها بعدي وقدر ...
و ذكر في كتابه القدس وعمر بن الخطاب (15هجري -636م) دخول الخليفة عمربن الخطاب عندما أمر أن يبلغوا البطريك قدومه ففعلوا وجاء البطريك حاملاً الصليب المقدس على صدره .وجاء معه عدد من الأساقفة والقسيسين والشمامسة والرهبان حاملين الصليب ولما أنهوا الى مقام الخليفة خف للقائهم .وتقبلهم بمزيد من الأحتفاء والإكرام .ثم تحادثوا في شروط التسليم وكتب لهم وثيقة الأمن وقد عرفت بالعهدة العمرية وشهد على ذلك خالد بن الوليد وعبد الرحمن بن عوف وعمرو بن العاص ومعاوية بن أبي سفيان وكما أعطى عمر بن الخطاب أهل إيلياء العهد فقد أخذ عليهم عهداً ولقد جاء في عهدهم ما يلي : هذا كتاب لعبد الله عمر بن الخطاب أمير المؤمنين من نصارى إيلياء ...إنكم لما قدمتم علينا سألناكم الأمان لأنفسنا وذرارينا وأموالنا وأهل ملتنا وشرطنا لكم أن لا نحدث في مدينتناولا فيما حولها ديراً ولا كنيسة ولا قلاية (معناها مسكن الأسقف) وصومعة راهب ...الخ .
وبعد أن تعاطى الفريقان العهود والايمان على النمط المتقدم ذكره دخل عمر بن الخطاب إيلياء (15 الهجري -636م) فاستقبله صفر ونيوس ودخل من ورائه المسلمون .دخلوها مكبرين ومهللين .وقيل إن عدد من دخل منهم يؤمئذ اربعة آلاف وقد كانوا مقلدين سيوفهم وراية العرب ترفرف فوق رؤوسهم .
وللقدس عدة أسماء سميت على مر الدهور تبعاً للأمم والشعوب التي استوطنها ومن الاسماء إيلياء التي سماها الامبراطور أدريانوس (إيلياء كابيتولينا)وظلت تعرف بهذا الاسم (إيلياء) حتى أوائل الفتح الاسلامي وكذلك سميت في العهدة العمرية .قال ياقوت:إن إيلياء و الياء اسم لبيت المقدس ومعناها بيت الله .وقال صاحب مثير الغرام أن من أسمائها إيلياء ,إليا ,إيلياء.
وجاء في إتحاف الأخصا أن من أسمائها بيت إيل ومعناها بيت الرب ومن أسمائها القرية . وبيت المقدس ,والبيت المقدس ,والارض المقدسة ,والقدس . وبذل جهداً الكاتب في محتويات الكتاب في فصوله بدءً من القدس في عهودها الغابرة ,والفتح الاسلامي ,الصليبيون وصلاح الدين ,الفتح العثماني,والاحتلال البريطاني ,أخبار عن القدس في مختلف العصور,القدس كما رأيتها في آواخر عهد الانتداب ,الأماكن المقدسة ودور العبادة .
هذا الكتاب الذي حمل في طياته 320 صفحة من المعلومات القيمة النادرة الذي تحدث عن تاريخ مدينة مليء بالقصص والاحداث والوثائق فما أحوجنا اليوم الى دراسته وتكملة ما أنهاه الكاتب عارف باشا العارف رحمه الله .