القدس والأردن والعرب في قمة تونس
د.مهند مبيضين
02-04-2019 01:11 AM
عملياً نجح الملك عبدالله الثاني في إعادة القدس لأولويات الخطاب السياسي العربي، فقد استنهض الجهد الملكي الهاشمي، النفوس العربية الكبيرة، للتذكير بأن هناك مدينة محتلة يجري تهويدها والـتآمر عليها وعلى هويتها بدعم امريكي لدولة الاحتلال.
القادة العرب راقبوا وعرفوا بالتاكيد أو اطلعوا من خلال وزراء خارجية دولهم ومن خلال اجتماع الوزراء قبيل القمة، على الجهد والمواقف الأردنية المشرفة التي خطها الملك عبدالله الثاني، من خلال زيارته للغرب بدءاً من زيارته للولايات المتحدة قبل نحو شهر، ثم في جولته العربية على مصر والمغرب ولاحقا ايطاليا وفرنسا، والتي أكد فيها مجتمعة على أن القدس تشكل أولوية أردنية، وان الوصاية الهاشمية على المقدسات غير خاضعة للنقاش مطلقاً.
حديث الملك في قمة تونس وفي زياراته الدولية، سبقه حديث خارج جليٌ وواضح، وغير قابل للتأويل، فثمة حدس ملكي على ضرورة اسماع الآخرين من العرب وغيرهم بأن العلاقة مع فلسطين، ومع القدس تعتبر من ثوابت السياسة الأردنية، وأن الحديث عن الوطن البديل هو حديث المتربصين بالأردن شراً وممن لا يريدون به وله الخير.
لذلك قطع الملك الأقوال، والأحاديث في خطاب الزرقاء وفي اللقاء مع القادة العسكريين، بالتشديد على أن القدس الشريف ثابت أردني اصيل، وأن محاولات التقليل من الدور الأردني من أي طرف بمثابة اعلان خصومة مفلسة لا يشتهي الأردن السقوط في مستواها، وهذا هو حال الشعب والقيادة الهاشمية في النظر للعلاقة مع القدس والموقف منها والتي عطرها الأردنيون تاريخيا بجهادهم وتضحياتهم على أرض فلسطين.
تحدث الملك في قمة تونس عن خيار السلام الفلسطيني والعربي معا، والذي يجب ان يتوج بدولة فلسطينية على حدود الرابع من حزيران، وتكون عاصمتها القدس الشرقية، وعن الدفاع عن المقدسات الإسلامية في القدس الشريف التي تحظى بالوصاية الهاشمية، وفي المقابل رد الرئيس الفلسطيني على تأكيد الدور الأردني، الداعم والشريك مع القيادة الفلسطينية في السعي لدولة مستقلة.
لخص الملك الجهد الوطني الاردني في مجال الدفاع عن القدس بكلمات واضحة، قبيل قمة تونس، وكان واضحا في خطابه الداخلي والخارجي، دونما تسويف أو غموض، ونجح في إعادة القدس لاجندة القمة وخطابها السياسي بامتياز.
الدستور