* بعدما بارك ترامب (مِلكْية) إسرائيل للقدس، يقوم بتسليم (مرتفعات الجولان) لأسرائيل، ويسمح لها بضمّها نهائياً، مخالفاً، أولاً، الرؤساء السابقين له، والذين حاولوا التأثير بنعومة على إسرائيل لحل قضايا الاحتلال عبر المفاوضات، وكانوا يقصدون المفاوضات مع الفلسطينيين، وربما لم تكن (مرتفعات الجولان) على أجندة الإدارات الأمريكية المتعاقبة، ويقدم ترام هدية لنتياهو لدعم إعادة انتخابه، ولهذا، كان هذا التوقيت مقصوداً... لتحريك وضع ظل هادئاً على خط التماس السوري/ الإسرائيلي لعقود، ولم يدع نتنياهو هذه الهدية تمرّ دون توظيفها في حملته الانتخابية، فقد ذكرت صحيفة (نيويورك تايمز) على لسانه (أنّ خطوة السيادة على الجولان؛ المهداة من ترامب، تؤكد أن بإمكان إسرائيل الاحتفاظ بأيّ أراضٍ احتلتها في حروبها الدفاعية عن النفس)! وهي رسالة موجهة لليمين الإسرائيلي المتطرّف لتعزيز موقفه الانتخابي من جهة، وللتذكير بموقفه في تمسكه بالسيطرة الأمنية على (غور الأردن) على طول الضفة الغربية فيما إذا حصل إي اتفاق مستقبلي مع الفلسطينيين من جهة أخرى.
* لقد أثار قرار (ترامب) ردود أفعال دولية:
-فقد رفض ممثلو دول أوروبية لدى مجلس الأمن الدولي ذلك القرار، فقي بيان مشترك لخمس دول (بريطانيا وفرنسا وألمانيا وبلجيكا وبولندا) رفضت سيادة إسرائيل في المناطق التي تحتلها منذ حزيران عام (1967)، بما في ذلك مرتفعات الجولان، وأن هذا القرار افرغ مسار السلام من مضمونه)... ولعل هذه الدول لم تدرك بعد أن السلام قد مات، وأنه وجد كي لا يعيش، وأن حل (الدولتيْن) أصبح غير قابل للتطبيق على أرض الواقع حيث الانتشار الاستيطاني المتسارع.
* واعتبرت منظمة الأمم المتحدة أن القرار الأمريكي يمثل انتهاكاً لقرار مجلس الأمن الدولي (497/1981) الذي يؤكد الوضع القانوني للجولان السوري، أرضاً محتلة، ويرفض ضم اسرائيل لها عام (1981) ويعتبره باطلاً ولا اثر قانونياً له .
* أما الاتحاد الأوروبي، فقد أكد أنه لا يعترف بسيادة إسرائيل على الأراضي التي احتلتها عام (1967)، بما فيها مرتفعات الجولان السورية.
* ولم تغب عن الساحة السياسية جامعة الدول العربية، فقد جاء في بيانها (أنه إذا كان الاحتلال جريمة كبرى، فأن شرعنته خطيئة لا تقل عنها خطورة)!.
* وفي محاولة للدفاع عن القرار، فقد وصف وزير الخارجية الأمريكي، بأنه لن يشكلّ سابقة لمناطق صراع أخرى (مشيراً بذلك إلى ضم جزيرة القرم)، وينفي أن بإمكان إي دولة قوية الاستيلاء على أرضٍ تحتلها بالقوة، الا أن الجولان وضع فريد للغاية)، ويعني بذلك، أنه حق إسرائيلي للدفاع عن النفس! وهاذ ما أشار إليه السفير الأمريكي لدى إسرائيل (ديفيد فريامان) في مؤتمر (الآيباك)...أن أي إدارة أمريكية مستقبلية لن تدرك حاجة إسرائيل لضم أراض تحتلها لدواعي أمنية، تحول دون تعرضها للخطر من أعداءٍ غادرين!!!.
* أن تداعيات شديدة الخطورة قد تأتي بعد هذه الخطوة الصهيو/ أمريكية الخطيرة... ذلك أن دعم ترامب والإدارة الأمريكية الحالية لإسرائيل سوف يؤدي إلى مفاجآت (ترامبية/ أمريكية) أخرى:
-قد يكون القرار التالي(إعدام حق العودة للاجئين الفلسطينيين إلى وطنهم)، والمؤشرات على ذلك قد سبقت القرار المتوقع.
- وفي تقديمه لصفقة القرن، سيئة السمعة، قد يكون قرار (ترامب) العاجل: إلغاء (مساو السلام، وإلغاء حل الدولتيْن، وإلغاء ما يسمى بالمفاوضات)، إذ لم تعد لها حاجة أو دور في حزمة (صفقة القرن)!.