ولدنة؟ زعرنة؟ قلة حياء؟ كل هذا قليل ، ليس من حق أحد كائنا من كان تبديد تاريخ يمتد مائة عام من النضال والرجولة والعنفوان في فلسطين في مواجهة الخذلان والبشاعات اليهودية وفنون القتل الاحتلالي على مذبح السلطة، ليس مهما من اعتدى على من ، فكل من يحمل سلاحا في وجه أخيه معتد أثيم ، وليس مهما تشكيل لجان تحقيق أو تقصي حقائق أو عفاريت زرق ، المهم أن لا يراق دم فلسطيني يتقلى في جهنم الاحتلال والحصار بيد فلسطيني.ثمة عملية تلطيخ ممنهجة لوجه فلسطين والعرب والمسلمين وأصدقائهم بالزفت ، قليل أن يراق كل ما يحويه قاموس الغضب والشتم لوصف جريمة تصفية الذات والتاريخ والمجد الذي سطره رجال وفتية بحجارتهم وصدورهم العارية ، كي يأتي من لا يمتلك ذرة من وطنية أو إنسانية لارتكاب جريمة بحق الذات.
لو كان لفلسطين دولة و"محكمة أمن دولة" بحق ، وجيش وقانون وسلطة لقلنا معلش ، هناك ما يُتحارب عليه ، لكن ما ثم غير "القشل" والهم والغم والاحتلال ، فعلام يتصارع الاخوة الأعداء؟، على سلطة (بضم السين) غدت سلطة (بفتحها)؟ أم على من يجلس في مقعد الجلاد المعين للجلاد اليهودي؟ هل صدق المتناحرون كذبة أن لديهم حكومة ورئيس وزراء وحرس شرف ، وسجادا أحمر؟ والجندي اليهودي يستطيع أن يدخل غرفة نوم أتخن شنب؟ هل صدق اليهود الجدد من العرب العاربة أن هناك فعلا V.I.P في معيار اليهود ، مع أن كل من وما هو غربي النهر يشعر كل دقيقة أنه يعيش في سجن كبير ، وأن الاحتلال يتخلل كل مسام الوطن؟ كفى أيها المجانين، فليس من حقكم أن تلحقوا بفلسطين وشعبها الأبي المصابر كل هذا العار والشنار ، ولقد والله صار من حقه أن يتقيأكم ويتبرأ منكم فردا فردا ،
قيل ان لمكة كرامتها ، وللاتفاق قدسيته ، فأين ذهبت كل تلك الصلوات "الصالحات" والكلمات المنمقة التي ألقيت في احتفال تدشين "اتفاق مكة"؟؟ من نتهم الآن ، وقد كنا طيلة الوقت نلقي بغسيلنا الوسخ على "العدوين"؟ من المسؤول عن إعادة إشعال نار نحر الذات والانتحار الجماعي؟ أم أنه "استشهاد" جديد على الطريقة الفصائلية المبتدعة؟ مفزع حد الانفجار تناحر الذين كانوا أشقاء وأخوة ، مغث حد التقيؤ إراقة دم قط بريء ، فما بالك بقتل "المجاهدين" و"المناضلين"؟ هل ما زال هؤلاء يتذكرون أن ثمة احتلالا يقبع خلف الأبواب وعلى الحواجز ، وأن ثمة شعبا يتلهف على لحظة كبرياء وحرية ، فإذا بهؤلاء القتلة يحيلون التحرر إلى تناحر؟ ،
هل بقي عقلاء في قيادات وكوادر مليشيا الموت "الأخوي" والقتل على الهوية الفصائلية؟؟
al-asmar@maktoob.com