الجزائر البلد الذي فقد البوصلة
د. عاكف الزعبي
31-03-2019 01:06 PM
الجزائر المصنفه سابعة في ثروتها النفطيه ، وسادسة في ثروتها من الغاز ، وبشاطئها المتوسطي الاطول (1250 كم) ، وبميزة إرادة شعبها الذي دفع مليون شهيداً ثمناً لحريته واستقلاله ، يقف بعد 50 عاماً من الاستقلال تائهاً باحثاً عن ضوء في هاية النفق الذي قيد إليه .
حال الجزائر المؤسف اليوم محصلةٌ لنظام سياسي فاشل يتحكم به العسكر . نصف قرن من الاستقلال لينتهي البلد المكلوم بعد آمال عريضة بالحرية والتنمية في ظل الحكم الوطني الى نظام سياسي بلا لون أو طعم او رائحة واقتصاد يفتك به الفساد وشعب تائه وفقير .
كان يقدر للجزائر ان تكون اليوم بمستوى كوريا الجنوبيه في نظامها السياسي الديمقراطي ونظامها الاقتصادي الصاعد . ما حصل جاء مخالفاً تماماً . فحتى الامل باقتصاد متماسك صار بعيد المنال لبلد النفط والغاز والساحل المتوسطي الاطول واسطورة المليون شهيد .
كل شيىء ضاع بين جبهتين ، جبهة التحرير الوطني وجبهة الانقاذ الاسلامي . الاولى كانت مطية العسكر وراية شرعيتهم ، والثانية لم تلبث تتربص بالبلد بعد ان قادت حرباً إرهابية لعشر سنوات مهلكة للدولة والمجتمع رداً على اختطاف العسكر لفوزها في الانتخابات التشريعيه .
لماذا النجاح يجانب دول العرب كافه ؟ الديكتاتوريه سيدة الموقف السياسي . والاقتصاد الريعي واللا انتاجي والفاقد للهوية سيد الحياة الاقتصاديه . وها هي الجزائر قد تلحق بشقيقات سبقتها لتصبح ساحة للانقسام وربما للعنف لا سمح الله .
حال الجزائر والعرب المقترنه بالفشل هذه ... هل هي لعنة تخلف الجنس السامي التي يتداولها بعض المستشرقين ؟ ام هي محنة (الأعراب) التي وقف عندها ابن خلدون مطولاً ؟ أم هي السلفيه المتأصله في المجتمع بما تنطوي عليه من طبيعة معاكسة للتغير والتجدد والتقدم ؟
دعونا من نظرية المؤامره فكل الدول التي أنجزت وتقدمت لم تكن بمنأى عن المؤمرات على مصالحها ونهوضها .