قبل عشرة اعوام اصدر رئيس جامعة البلقاء التطبيقية قرارا بالاستغناء عن خدمات موظف بسيط في الجامعة هو مشعل احمد المجالي, وذلك بتاريخ 26/7/1999 حسب القرار رقم 2-2-15-,8041 وقد استند القرار الى ما سماه باتهام المجالي لبعض موظفي الجامعة الكبار بالفساد.
وعندما تابع المجالي قضيته لدى ديوان المحاسبة ومجلس النواب صدر عن رئيس اللجنة الادارية لمجلس النواب الكتاب التالي الموجه الى رئيس جامعة البلقاء التطبيقية: »راجعنا عدد من المواطنين الذين تم فصلهم من عملهم وخاطبنا بهذا الخصوص ديوان المحاسبة الذي افادنا ان هذا الفصل ليس قانونيا«.
وعندما لم يتجاوب رئيس الجامعة مع هذا الكتاب تابع المجالي قضيته الى ان نظرت محكمة السلط فيها واصدرت قرارا بالظن ضد الموظفين الذين اتهمهم المجالي, وكان ذلك بتاريخ 30/6/,2004 لكن محكمة التمييز قررت بتاريخ 28/6/2006 فسخ قرار الظن الصادر عن مدعي عام السلط ومنع محاكمة المتهمين ...
ومع ذلك لم يتوقف الموظف البسيط, مشعل المجالي, عن متابعة قضيته حتى اللحظة.
وما يعنينا من كل ذلك يتجاوز المرافعات والدفوع القانونية وموقف القضاء والجامعة وديوان المحاسبة والنواب الذين تبنوا قضية المجالي والنواب الذين لم يكترثوا بذلك ... الخ.
فما يعنينا بالضبط هو هذه المثابرة التي يتمسك بها المجالي والتي تنقص الاردنيين عموما حيث يميلون إما الى القنوط السريع او الى البحث عن قنوات ووساطات قبلية وشخصية, فيما ظل الموظف البسيط, مشعل المجالي يتحرك بين القانون والصحافة وديوان المحاسبة ومجلس النواب, ولم يكن يفعل ذلك وهو غافل عن حقيقة كل هذه المؤسسات, بل لعله صار خبيرا بها على مدار كل هذه السنوات لكنه كان يردد لن اواجه الفساد بالقنوات العشائرية والجهوية والخلفية!!
ولن أسكت عن حقي ما دمت حيا وكان شديد الثقة بالمثل الشعبي »لا يضيع حق وراءه مطالب«.
ومن اللافت للانتباه في قضية المجالي, ليست هذه المثابرة من اجل حقوقه وخبز اولاده وحسب, بل في تفهمه العفوي النظيف لردود الفعل المختلفة التي يسمعها مباشرة او في غيابه حول هذا الالحاح الغريب الذي يتعامل معه البعض بصدر ضيق وامتعاض وكأنه لا توجد قضية في الاردن سوى قضيته مع جامعة البلقاء التطبيقية.
مشعل المجالي, ايها الموظف البسيط الطيب لو امتلك الاردنيون مثابرتك على حقوقك البسيطة, واصرارك عليها بعيدا عن القنوات العشائرية والوساطات والعلاقات الشخصية, لكان وضعنا افضل حالا وبالتالي وضعك وقضيتك.
mwaffaq.mahadin@alarabalyawm.net